تجميد البويضات قضية عصرية
كتبت نور الهدى بحلق لـ “هنا لبنان”:
يأتي تجميد البويضات ضمن أهم القضايا العصرية التي فرضها التطور العلمي وظروف الحياة الحديثة حيث تتأخر الكثير من النساء في الزواج. معظم مشاكل العقم لدى النساء تعود إلى تدهور الخلايا المرتبطة بهرمونات الشيخوخة. على الرغم من كون الرحم يظل فعّالًا بشكل كامل لدى معظم النساء المسنات. هذا يعني أنّ العامل الذي يجب الحفاظ عليه هو بويضات المرأة، وهي فرصة أيضًا لتجربة الأمومة في عمر متقدم.
وفي حديث لـ “هنا لبنان” مع الاختصاصي في الأمراض النسائية والعقم الدكتور جوزيف أبي شديد أطلعنا على كيفية إجراء عملية تجميد البويضات.
العملية عبارة عن وسيلة طبية تجري في مركز طبي متخصص للعقم يجري من خلاله تجميد البويضات عند المرأة لسنوات طويلة في المستقبل وذلك للحفاظ على قدرة المرأة للإنجاب في سن متقدم أو عند رغبتها بذلك.
وبحسب رأي د. أبي شديد “الدافع إما رغبة شخصية للمرأة العازبة المتقدمة في السن أما للأسباب طبية مثل مرض العضال الذي يؤدي إلى تدهور نوعية البويضات أثناء العلاج”.
وأضاف د. أبي شديد “هذه الوسيلة تسمح بالحفاظ على البويضات لسنوات طويلة في مختبر حتى استعادتها لاستخدامها وتلقيحها واستعمالها في الحمل في المستقبل”.
مع تقدم الطب وطرق العلاج أصبح بإمكاننا توفير تقنيات طبية كانت مستحيلة في الماضي وشجع د. أبي شديد على تجميد البويضات وذلك لأسباب متعددة أبرزها سرطان المبيض والتليف والأكياس على المبيض، والتي تشكل جميعها أسبابًا تؤدّي إلى تراجع نوعية البويضات وفقدانها مما يؤدي إلى فقدان قدرة الخصوبة عند المرأة، بالإضافة إلى علاجات أمراض أخرى غير نسائية تصيب النساء مثل السرطان ومرض المفاصل الذي يؤدي علاجها إلى تدهور نوعية الإباضة عند المرأة.
أما في ما يخص العمر المناسب لتجميد البويضات عند المرأة بحسب د. أبي شديد يختلف ما بين المرأة التي تستخدم هذه البويضات للعلاج من أمراض نسائية مستعصية في المبيض وما بين المرأة الراغبة في الحفاظ على البويضات للإنجاب من خلال عملية زرع لهذه البويضات. ويتراوح العمر المناسب ما بين (٢٨ و٣٨ سنة). أما نسبة النجاح فهي تتراوح بين ٢٥% إلى ٣٠% عند المرأة ما دون الـ (٢٥ سنة) لتصبح ٢٠% عند المرأة ما بين الـ (٣٥ و٣٧ سنة) و ١٥% عند المرأة ما بين (٣٨ و ٣٩ سنة) لتصل إلى ٧% و ٨% عند المرأة ما بين سن الـ ٤٠ و الـ ٤٣ سنة.
وتحتاج عملية تجميد البويضات لأشخاص متخصصين في طب العقم ويجري هذا النوع من العمليات داخل مراكز مخصصة لأمراض العقم عند النساء.
أما عن الخطوات التي على المرأة الراغبة لإجراء عملية تجميد البويضات فتكون على الشكل الآتي:
تخضع لعدّة فحوصات طبية قبل الخضوع لأي عملية وتتضمن هذه التحاليل ثلاثة مراحل:
أولاً الفحوصات والتحاليل الطبية اللازمة للتأكد من إمكانية المرأة الخضوع لهذا النوع من العمليات.
ثانياً تلقي المرأة العلاج المناسب لتحفيز المبيض لإنتاج أكبر عدد من البويضات.
ثالثاً خضوع المرأة لعملية طبية وهي سحب البويضات من المبيض ومن ثم وضعها في “الآزوت” تحت حرارة ١٩٦ درجة تحت الصفر، وبذلك يتم الحفاظ عليها لسنوات طويلة تصلح إلى حين استخدامها مرة أخرى.
ويمكن تكرار هذه العملية عدة مرات للحفاظ على أكثر عدد ممكن من البويضات في المختبر للمستقبل، كما يمكن استخراج هذه البويضات على عدة مراحل عند رغبة المرأة استخدامها للإنجاب بعد تقدمها في السن.
أما عن التكاليف قال د. أبي شديد ” الكلفة المالية حسب المختبرات وحسب البلدان، وتتراوح ما بين الألفين والأربعة آلاف دولار أميركي للتجربة الواحدة.”
وختم د. أبي شديد بالقول أنّ “هذه العملية تعدُّ من أهم الإنجازات الطبية وأنا من الأشخاص الذين يشجعون على عملية تجميد البويضات خاصة مع انتشار وتعدد الحالات المرضية عند النساء والتي تؤثر على قدرتهنّ على الإنجاب وبدوري كطبيب متخصص أشجع أي عمل طبي يساهم ويساعد في المستقبل المرأة على الإنجاب”
مواضيع مماثلة للكاتب:
جوزيف عطية لـ “هنا لبنان”: تلقيتُ عرضاً تمثيلياً يشبهني | الأمومة.. أعظم هبة خص الله بها النساء | زياد برجي لـ “هنا لبنان”: فيلم “ولا غلطة” هو بمثابة رسالة أنّ لبنان بخير |