عن الذات “الحرفوشية”.. ولغة “الحرافيش”
كتبت نسرين مرعب لـ”هنا لبنان”:
يتباهى المرشح عن المقعد السني في طرابلس عمر حرفوش بما يملكه من حنكة وذكاء، يسأل مرآته كلّ صباح من أنا فيجيبه المغرور القابع داخلها: رئيس حكومة لبنان!
يلبس العباءة فهو “بك”، ويقف فوق صهوة جواد أصيل ناظراً للمدينة من علياء، فهو يعترف في سرّه وعلنه أنّه المتحضّر الوحيد في هذه المدينة، وبالتالي معركته هي في رفع غير المتحضرين إليه، كي يفهموا خطابه أو ليراته، وينتخبوه.
هو الأقدر على التغيير، بعلاقاته الممتدة من أقصى الغرب لأقصى الشرق مروراً بموزمبيق، ويعرف العديد من الملوك والسلاطين، ويملك من الديمقراطية ما يدفع به لمقاضاتك إن همست باسمه بنبرة لا احترام بها، فحتى الإنتربول قد يتحرّك إن طال الذات الحرفوشية أي تحقير.
واثق الخطى، وواضح الموقف، فهو ما إن يفز حتى يغزو مجلسي النواب والوزراء، ويحارب بسيفه الفاسدين، فيضربهم في مقتل ومن ثمّ يقودهم لزنزانة حضّرت مسبقاً لكل من تسبب بمأساة اللبنانيين.
وحين تسأله عن قصر بعبدا، يجيبك بشفافية وهدوء “لم أجد أيّ ملف فساد للرئيس ميشال عون”، لتكتشف لاحقاً غصة في صوته الفتي، وسببها أنّ المستشار الرئاسي سليم جريصاتي لا يكنّ له وداً، فأول ما يتهادى لذاكرتك جورج قرداحي وقد أصبح وزيراً سابقاً، ماذا لو يعيد المسامح الكريم ويجمع المتحابين.
يعترف الحرفوش أنّه ليس مطلعاً على المناخ السياسي في المدينة، يسأل بابتسامته الساذجة، أين حزب الله في طرابلس، ثم يصوّب على حزب القوات اللبنانية نابشاً القبور، ومتناسياً أنّ دماء الحرب الأهلية هي بيد سلطة كاملة وأحزاب بعضها في بعبدا ولكن من بعبدا يأتي للمرشح فيض النور، أو ليست صديقته الصدوق القاضية غادة عون؟ وهو عون لكل من حمل كنية “عون”.
يحاول دائماً جرّ النقاش إلى شخصه، يثير الجدل حوله، كي يقول أهل طرابلس يرفضونني لأنني مختلف، يضع حياته الشخصية موضع نقاش ويدعمها بتصريحات “مثيرة”. بارع هو للأمانة في تحييد النقاش، فيوهم أنّه الحمل الوديع وأنّه إن خسر فمن باب شخصي، وأنّه يملك المشروع ولكن غير المتحضرين لم يفهموا لغة الحرافيش!
مواضيع مماثلة للكاتب:
أين لبنان؟.. يا فيروز! | سليم عياش.. “القاتل يُقتل ولو بعد حين”! | نعيم قاسم “يعلّم” على الجيش.. الأمين العام “بالتزكية” ليس أميناً! |