سقوط الثنائية و”الثلاثية” الدرزية وتثبيت زعامة المختارة
كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان” :
حين ذهب النواب اللبنانيون إلى الطائف في تشرين الأول 1989، لم يكن بينهم نائب من الطائفة الدرزية، على قيد الحياة، بعد وفاة جميع النواب الدروز، سوى النائب توفيق عساف، وهو كان من كتلة المير مجيد أرسلان، وفاز على لائحته في انتخابات 1972، لكنه في الطائف حمل مطالب الجنبلاطيين والأرسلانيين.
لم يتم ملء المقاعد الدرزية الشاغرة في مجلس النواب إلا عام 1991، تعيينًا، ثم عام 1992، انتخابًا، وكانت أول انتخابات بعد الطائف، ومنذ آخر انتخابات عام 1972 كانت التقاليد تقول إن مقعد المير مجيد يجب أن يؤول إلى نجله المير فيصل أرسلان، لكنه استُبعِد لمصلحة شقيقه الأصغر طلال الذي كان أقرب إلى النظام السوري، وكانت والدته الأميرة خولا، الزوجة الثانية للمير مجيد، صاحبة تأثير سياسي.
مكث طلال أرسلان نائبًا ثلاثين عامًا، منذ العام 1992، حتى العام 2022، عاملان ساهما في بقائه نائبًا:
قربه من القيادة السورية وتحديدًا من عائلة الرئيس الأسد، حيث كان يُعتبَر من الثوابت، كما بعض زملائه وحلفائه في “الخط”.
تعمّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي إبقاء مقعد شاغر في قضاء عاليه “لتفويز المير”.
بعد ثلاثين عامًا من النيابة، يخرج طلال أرسلان من الندوة البرلمانية، ليس على يد “الضلع الثاني” من المعادلة الدرزية بل على يد أحد ناشطي المجتمع المدني مارك ضو.
المير طلال أرسلان ليس الحالة الوحيدة التي شكل خروجها المفاجئ دويًّا هائلًا. الطائفة الدرزية كانت على عتبة تأمين “حاصل” لـ “ثلاثية درزية”: المختارة، خلدة والجاهلية، لكن سقوط وئام وهاب أيضًا، جعل الزعامة الدرزية في وضعٍ أحادي، للمرة الأولى في تاريخ الطائفة في لبنان.
انهيار المثلث الدرزي لمصلحة أحادية المختارة، ليس المتغيِّر الوحيد في انتخابات 2022. هناك شخصيات وازنة ستغيب عن المشهد البرلماني، وإذا كان من السابق لأوانه تحديد مدى تأثيرها، فإن ما هو مؤكد أن مجلس 2022 سيكون المجلس الذي يدخله ثوار من دون أن “تصيبهم هراوات شرطة المجلس” بل تؤدي لهم شرطة المجلس التحية.
مواضيع مماثلة للكاتب:
هل سقطت معادلة “الشعب والجيش و… إيران”؟ | راقبوا الميدان… الحرب في بدايتها | لبنان أمام عشرة أسابيع حاسمة |