لغم سلعاتا انفجر بين ميقاتي وباسيل
كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان”:
مهما حاول وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض أن يدَّعي أنه “سيِّد نفسه” في وزارة الطاقة، فإنه انكشف أنه خاتم في إصبع وزير الطاقة “الحقيقي” جبران باسيل، تمامًا كما مَن سبقوه، من ريمون غجر إلى ندى بستاني إلى سيزار أبي خليل. فهو الذي “أمره” بسحب بند الكهرباء من آخر جلسة لمجلس الوزراء. لم تكن المرة الأولى التي يسحب فيها هذا البند بل فعل ذلك في الجلسة ما قبل الأخيرة، وحين سئل عن السبب، أجاب: “لمزيدٍ من الدرس”! لكن العارفين ببواطن الأمور، يكشفون أن السبب هو وزير الطاقة “الحقيقي” جبران باسيل، انتقامًا من رئيس الحكومة الذي رفض معمل سلعاتا العزيز على قلب باسيل.
السبب الحقيقي، وفق الرواية ” المؤكدة” أن الرئيس ميقاتي، وفي إحدى إطلالاته التلفزيونية على قناة “الحرة”، قال: “أخد معي شهرين لشلت كلمة سلعاتا من الملف”، ويبدو أن الوزير جبران باسيل امتعض من كلام رئيس الحكومة فأوعز إلى ممثله في الحكومة سحب بند الكهرباء، في موقف لا يمكن فهمه إلا من زاوية نكد باسيل في حق ميقاتي.
والسبب الثاني أن نجاح ميقاتي في حلحلة أزمة الكهرباء سيُفقد باسيل صدقيته وهو الذي ادعى بأنه سيؤمن الكهرباء أربعًا وعشرين ساعة على أربعٍ وعشرين، لينتهي به الأمر أن رشح على لائحة التيار في دائرة بيروت الأولى أحد أصحاب المولدات.
لم تقف الأمور عند هذا الحد، بل إن “القنابل الدخانية” التي رماها الوزير وليد فياض، أخرجت رئيس الحكومة، المعروف بهدوئه، عن طورِه، فتلاحقت ردوده على الوزير فياض، لئلا يعلق في ذهن الرأي العام أن ما قام به فياض هو الصح.
فحقيقة الأمر أن مجلس الوزراء كان قرر التفاوض مع أربع شركات دولية “جنرال إلكتريك، سيمنس، إنسالدو، ميتسوبيتشي”.
“جنرال الكتريك وسيمنس” قدمتا العرض الأفضل، ولكن بعدما أرسل وزير الطاقة الطلب إلى مجلس الوزراء، تم سحبه من دون إعطاء أي تبرير إلا “للمزيد من الدرس”.
المعلومات تقول أن طلب وزير الطاقة سحب البند عن جدول أعمال مجلس الوزراء لم يكن الأول، إذ سبق له عشية جلسة مجلس الوزراء ما قبل الأخيرة أن طلب سحب الملف “لمزيد من الدرس”، وهذا ما حصل. لكن المفاجأة أن الوزير فياض حين سئل عن السبب أجاب بالتلميح إلى الجهة التي طلبت سحب الملف من دون أن يسميها فقال: معترضين (من دون أن يقول مَن) أن الرئيس ميقاتي قال في مقابلة مع “تلفزيون الحرة” أخدت معي شهرين لشلت كلمة سلعاتا من الملف”.
وتضيف المعلومات أنه بعد كلام رئيس الحكومة، تم الطلب إلى وزير الطاقة الرد على كلام رئيس الحكومة.
هكذا، ضاعت فرصة كهربائية جديدة على اللبنانيين، لأن باسيل أراد أن ينتقم من ميقاتي، “فطلعت فشة الخلق بالناس”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
راقبوا الميدان… الحرب في بدايتها | لبنان أمام عشرة أسابيع حاسمة | تدمير تحت الأرض.. دمارٌ فوق الأرض |