مواطنون “خارج التغطية”.. شركتا الإتصالات بدأتا بإلغاء خدمة الـ2G
كتبت بشرى الوجه لـ “هنا لبنان” :
تفاجأ عدد من المواطنين بتوقّف هواتفهم عن العمل مؤخرًا من دون فهم سبب هذا الإنقطاع، وما هو مشترك بين هواتف هؤلاء هو أنّها جميعها هواتف “غير ذكية”.
هذا يعني أنّ شركتي الإتصالات “ألفا” و”تاتش” بدأتا العمل بتطبيق القرار الذي وافق عليه مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة، والذي يقضي بإلغاء خدمة خطوط الجيل الثاني للهواتف المتنقلة (الـ2G) من الأسواق، ما يعني أن جميع الهواتف غير الذكيّة التي لا تتلقى خدمة الإنترنت ستتوقف خلال الفترة المقبلة.
لكنّ البدء بتنفيذ هذا القرار لاقى إعتراضًا واسعًا على مواقع التواصل الإجتماعي، أولًا بسبب عدم إرسال الشركتين رسائل لإعلام المواطنين بتوقّف الخدمات عن هواتفهم، ثانيًا معظم المواطنين كانوا ينتظرون إيقاف تلك الخدمات في شهر أيلول المقبل، وذلك بحسب قرار الحكومة، ثالثًا توقّف هذه الخدمات يعني أنّ حتّى الإتّصال “العادي” والذي لا يحتاج إلى الإنترنت سيتوقّف أيضًا على الأجهزة القديمة وبالتالي “راحت للكب”، أمّا الاحتجاج الرابع فيعود للأوضاع الإقتصادية المزرية التي تمنع المواطنين من شراء هاتف ذكي جديد، إذ إنّ سعر أرخص هاتف جديد يتخطى المئة دولار أميركي، الأمر الذي يجعل الفقير “خارج التغطية”.
غير أنّ هذه القيود لن تطال المواطنين فقط، إذ إنّه من بين 222 ألف هاتف سيتوقّفون عن العمل، هناك 5000 هاتف للقوى الأمنية سوف يُقطعون أيضًا. وفي هذا الإطار تقول مصادر أمنية لـ “هنا لبنان”، إنّ قيادة الجيش ترفض هذا القرار لأنّها لن تتمكّن من شراء هذا العدد الكبير من الهواتف بالدولار الفريش.
ويوضح خبير في مجال الإتصالات لـ”هنا لبنان” أنّه وبحسب قرار وزير الإتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني القرم، “إنّ هواتف الجيل الثاني ستتوقّف عن العمل كليًّا، و 80 في المئة من هواتف الجيل الثالث ستكون خارج التغطية أيضًا، كما أنّ خدمات الإتّصالات في لبنان هي بالأساس سيئة ومع هذا القرار ستسوء أكثر، خصوصًا في المناطق البعيدة”.
بدورها، تقول مصادر إحدى شركتي الإتصالات إنّ “الشركتين بحاجة لتوفير التكلفة عليها كون تشغيل الشبكة لهذه الخطوط لم يعد مربحًا”، موضحةً أنّ “الوزير القرم كان قد قال إنّ البدء بتنفيذ قرار الإتصالات يكون خلال ستة أشهر، ولذلك بدأت شركة “ألفا” بتفكيك عدد من شبكات الـ2G”، لافتةً إلى أنّ التفكيك تدريجي وليس محصورًا بمناطق معيّنة إنّما انطلق بشكل عشوائي.
وتضيف المصادر لـ”هنا لبنان”: “تشغل “ألفا” نحو 100 ألف خطّ من الجيل الثاني، ولدى “تاتش” رقم مماثل من تلك الخطوط، لذلك إنّ هذا القرار يوفّر نحو 42 مليون دولار في 3 سنوات من خلال توفير كلفة المازوت والكهرباء والصيانة”.
وتلفت إلى أنّ “إجراءات إيقاف شبكة الـ2G ورفع تسعيرات خدمات الإتصالات والإنترنت لن تنقذ هذا القطاع، إنّما فقط تمنعه من الإفلاس، خصوصًا أن مصاريف الشركتين كافة يكون بالفريش دولار بينما المداخيل التي نحصل عليها هي بدولار يساوي 6 أو 7 آلاف ليرة لبنانية”.
وتوضح المصادر أنّ “الشركة تواجه صعوبة في فكّ المحطّات المشغّلة لأن شركة التعهّدات تُطالب بمبالغ ماليّة لا نستطيع سدادها في وقتها بسبب تأخّر وزارة الإتصالات في تأمين الميزانية المطلوبة جرّاء التدقيق في دفع الأجارات لكل محطّة إرسال، الأمر الذي يُضعف الإرسال في بعض المناطق نتيجة تعطّل أعمال الصيانة وتأخّر تزويد مولّدات المحطات بالمازوت” .
مواضيع مماثلة للكاتب:
نبيل مملوك.. صحافي تحت تهمة “الرأي المخالف” | استهداف الجيش وقائده في غير محلّه.. “اتهامات سطحية لدواعٍ سياسية” | إسرائيل “تنهي الحياة” في القرى الحدودية.. ما الهدف من هذا التدمير الممنهج؟ |