حكومة “بلا طعمة”… انتظروا تشرين
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:
ستفصل أيّامٌ قليلة بين انتهاء الاستشارات النيابيّة وصعود رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي إلى قصر بعبدا حاملاً معه المسودة الأولى لتشكيل الحكومة.
السيناريو الذي سنشهده هو الآتي: يزور ميقاتي بعبدا ويلتقي رئيس الجمهوريّة ويقدّم له تشكيلة هي نسخة معدّلة عن الحكومة الحاليّة، تشمل تعديلاً قد لا يتجاوز السبع حقائب. ستقابَل هذه التشكيلة بالرفض من قبل الرئيس ميشال عون. سيخرج ميقاتي، ثمّ سيعود، مرّةً واثنتين وثلاثاً، وأكثر. لن يكون ميقاتي في وارد تقديم تنازلات كبيرة، ما دام يرأس حكومة تصريف الأعمال. ولن يكون النائب جبران باسيل في وارد التنازل عن الشروط التي ينفي وجودها علناً ويطالب بها سرّاً، وهي لا تشمل الحقائب فقط بل التعيينات خصوصاً.
خلاصة ما سبق أنّ الحكومة لن تبصر النور، علماً أنّ مسألة التأليف، على أهميّتها، ستصبح هامشيّة كلّما اقتربنا من موعد الانتخابات الرئاسيّة. فلو افترضنا، في أحسن الأحوال، أنّ الحكومة ولدت بعد عطلة عيد الأضحى، أي تقريباً في منتصف شهر تموز. ثمّ شُكّلت لجنة صياغة البيان الوزاري التي ستحتاج إلى أيّام لتحسم صياغة البيان. ثمّ ستُعقد جلسة نيابيّة لمنح الحكومة الجديدة الثقة، قبل أن ينطلق الوزراء الجدد في عملهم. سيحتاج هذا الأمر كلّه إلى أسبوعين على أقلّ تقدير، ما سيوصلنا إلى مطلع شهر آب، ما يعني أنّه ستفصلنا ثلاثة أشهر فقط عن نهاية ولاية عهد الرئيس ميشال عون وتحوّل الحكومة إلى تصريف الأعمال.
والسؤال: هل تستحقّ الأشهر الثلاثة سجالاً وجدلاً وصراعاً على الحقائب؟
من هنا، فإنّ المنطق يقضي باستمرار الحكومة الحاليّة، إمّا كما هي، أو مع تعديل طفيف يراعي تمثيل بعض الكتل النيابيّة الناشئة، على أن يكون التركيز على استحقاق الانتخابات الرئاسيّة، وهي مفصليّة في تاريخ لبنان، وعلى الحكومة الأولى في العهد الجديد التي يجب أن تكون مختلفة، شكلاً ورئاسةً وعضويّةً وبرنامجاً وأداءً، عن الحكومات السابقة، وفق ما تقتضيه هذه المرحلة.
إنّ استشارات اليوم، وزيارات ميقاتي المنتظرة والمتكررة إلى بعبدا مجرّد تضييع وقت. فلتكمل الحكومة الحاليّة عملها، بالتي هي أحسن، أفضل من إيصال وزراء جدد سيحتاجون إلى أكثر من عمر حكومتهم من أجل الاطلاع على ملفات الوزارات وكيفيّة التعاطي معها.
يكفي أن نطرح هذا السؤال: هل سيكون باستطاعة من سيخلف الوزير وليد فياض، على سبيل المثال، أن يكمل التفاوض مع سوريا والأردن ومصر والعراق حول المواضيع المتصلة بوزارته؟
ركّزوا على تشرين الأول المقبل. ما قبله مجرّد إضاعة وقت…
مواضيع مماثلة للكاتب:
نهاية الحرب: قريبة أو بعيدة؟ | كيف ستدفع إسرائيل الثمن؟ | هل انتهت الحرب أم بدأت؟ |