لبنان الرسمي يتبرأ من مسيرات حزب الله شيا للمسؤولين اللبنانيين: تصرف حزب الله يعرض مسار المفاوضات للخطر
كتبت ريمان ضو لـ “هنا لبنان”:
تبرأ لبنان الرسمي من المسيرات التي أطلقها حزب الله باتجاه حقل كاريش النفطي المتنازع عليه مع إسرائيل، وتنصلت الحكومة من العملية ولم تقدم التغطية والشرعية الرسمية لها. وجاء البيان الرسمي خير معبر من خلال الإشارة إلى أن العملية “جرت خارج إطار مسؤولية الدولة والسياق الدبلوماسي، وهو عمل غير مقبول يعرّض لبنان لمخاطر هو في غنى عنها”.
حشر “حزب الله” الدولة في المغامرة التي ارتكبها بإرسال المسيرات، في أخطر محاولة لإجهاض الوساطة الأميركية، بعدما تبلغ أركان الدولة، ووزير الخارجية، رسمياً من السفيرة الأميركية دوروثي شيا نتائج إيجابية محفزة للوسيط الأميركي آموس هوكشتاين على المضي قدماً في اتصالاته والتهيئة لإعادة استئناف المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل في الناقورة.
تفرد حزب الله وحشر الدولة ومحاولة إظهارها فاقدة القرار، قابله هذا الموقف الاعتراضي، إذ تشير مصادر حكومية مطلعة على الموقف اللبناني لموقع “هنا لبنان” أن الموقف الرسمي أنقذ البلاد من خضة سياسية هو بغنى عنها وأن الوعي الدقيق للمخاطر التي تواجه لبنان يستدعي النأي بالساحة اللبنانية عن كل ما يعكر مساعي الحل. وتكشف المصادر أن الموقف أتى بعد سلسلة لقاءات واتصالات قادتها السفيرة الأميركية دوروثي شيا خصوصاً مع وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، وأبلغته أن هذا التصرف من حزب الله يعرض مسار المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية غير المباشرة حول ترسيم الحدود البحرية للخطر. وأضافت المصادر أن لهجة شيا كانت عالية وصلت إلى حدود التهديد بوقف المفاوضات حول الحدود البحرية وتجميد خط الغاز العربي.
وتستغرب هذه الأوساط خطوة حزب الله وتضعها في إطار خلط الأوراق، فحزب الله كان قد أعلن سابقاً أنه يقف خلف الحكومة اللبنانية في ما تقرره، وهو تماهى مع الرئيس ميشال عون في التخلّي عن الخط 29 وإسقاطه، وبحسب هذه المصادر فإن حزب الله أراد بعث رسالة للموفد الأميركي وليس لإسرائيل، بأن حزب الله حاضر وفي شكل علني ومباشر وقوي على خط مفاوضات الترسيم، وذكرت المصادر بكلام الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله والذي أطلق موقفًا تحذيريًا، وقال إن على إسرائيل “أن تنتظر نتيجة المفاوضات قبل المباشرة بنشاط استخراج النفط والغاز من حقل كاريش، وإن حزب الله يملك القدرات لمنعها من العمل في كاريش، وكل إجراءاتها لن تقدر على حماية المنصات، وعلى السفينة اليونانية أن تنسحب وألا تتورط في العدوان على لبنان، ويكفي أن نرسل فوقها مسيّرات حتى تعرف ما الذي يجري الحديث عنه، والمقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام نهب ثروات وكنز لبنان، وكل الخيارات مفتوحة ومطروحة أمامها”.
وتختم المصادر أن الأكيد أن حزب الله لا يُريد الحرب، والدليل أنه أطلق مسيّرات غير هجوميّة، معلناً عن ذلك صراحة في بيانه، وخطوته لا ترقى إلى مستوى العملية العسكرية، وبالتالي خطوته لن تؤدّي إلى أخطار حرب لكن حزب الله تولى توجيه رسالة غير مباشرة من إيران إلى الأميركيين بأن لديها قدرة على خربطة خططهم في المنطقة بالتزامن مع فشل جولة المفاوضات الأخيرة التي جرت في الدوحة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية حول الاتفاق النووي.
مواضيع مماثلة للكاتب:
المحكمة العسكرية ضحية “الكيدية” | مسؤولون لبنانيون للوفود الديبلوماسية: الأولوية للترسيم البري بدل الالتهاء بالقرار 1701 | أونصات مزورة في السوق اللبناني… والقضاء يتحرك |