اللّبنانيّ بلا مياه، وصحراء لبنان قريباً على خريطة العالم!
كتب أنطوني الغبيرة لـ “هنا لبنان”:
حصارٌ جديدٌ بدأ يعيشه المواطن اللّبنانيّ مع حلول فصل الصيف. لم يكن يتوقّع ذاك المواطن أنّه في وطن الينابيع والأنهار والبحر المُمتدّ على طول ساحل الوطن، سيأتي اليوم الّذي سيشعر فيه أنّه مُقيمٌ بالصحراء.
خلال فترة الانتخابات النيابيّة أزمة أهالي بيروت تفاقمت مع انقطاع المياه عن عاصمة لبنان لنحو شهر ونصف. تدخلات كثيرة من النواب وخاصةً التغييريين وصرخات الناس دفعت بمصلحة مياه بيروت وجبل لبنان التحرّك رغم أنّها مكبّلة اليدين. فالعطل الّذي طرأ على خطّ 1200 الأساسي والّذي يغذّي العاصمة أثّر سلباً على الجميع قبل إصلاحه.
معاناة أهالي بيروت لا تختلف عن معاناة أهالي جبل لبنان؛ لتعبئة خزّان بيته قد يلجأ ربّ الأسرة إلى دفع ما يقارب مليون ونصف ليرة لبنانيّة، ليستطيع قضاء حاجته مع عائلته. نعم صدّق أو لا تصدّق يا أيّها المواطن أزمة المياه لا مفرّ منها. ما هو السبب الرئيسي لأزمة المياه وهل من حلولٍ فعّالة؟
بعد صدور بيانات عديدة لمؤسسة بيروت وجبل لبنان تلمّح بإنقطاع المياه عن كلّ لبنان في غضون الشهرين المُقبلين كحدّ أقصى وأننّا سنقع في عطل لن تستطيع إصلاحه. تواصل “هنا لبنان” مع مدير عام المؤسسة المهندس جان جبران، الّذي اعتبر أنّ مشكلة المياه الأساسيّة اليوم في لبنان مرتبطة بقطاع الكهرباء، ومع غياب تغذية التيار الكهربائي عن محطّات المياه تتوقّف هذه الأخيرة عن قدرتها على العمل الأمر الّذي يحدث خللاً بعملية توزيع المياه، وهذا ما يتمّ نشره بالفترة الأخيرة عبر بيانات المؤسسة.
مُضيفاً، ذكرنا في السابق أنّه علينا أن نتساعد جميعاً لحلّ المشكلة، هنا نقصُد بهذه العبارة جميع المعنيين بعملية وصول المياه إلى المنازل واستطاعة الأفراد الحصول على أبسط حقوقهم. الجهات المعنيّة اليوم بحسب جبران تساعدنا بقدر إمكانياتها ووفق صلاحياتها، لكن حاجة المؤسسة اليوم هي بالتحديد مادة المازوت الّذي يؤمّن التغذية الكهربائية مع انقطاع الكهرباء؛ من جهة أولى الكمية الموجودة لدينا لا تكفي لتأمين التغذية ومن جهة أخرى المنشآت النفطية ليس لديها الكمية الكافية لتزويدنا بها. ومساعدتهم أيضاً تشمل قطع الصيانة، لكن تبقى هذه المساعدات خجولة ومحدودة وأقلّ بكثير من حاجتنا.