تعايشوا مع “العتمة”.. وإلاّ سيأكلكم أصحاب المولدات!
كتبت نسرين مرعب لـ”هنا لبنان”:
لم يشبع أصحاب المولدات من الأموال التي سرقوها من جيوب اللبنانيين. لم يسدّ جوع أعينهم الفارغة أنّ رواتبنا تسقط في جيوبهم لا جيوبنا، وأنّنا بتنا نقتصد في مصاريفنا الأساسية كي نلبي جشعهم، فها هم اليوم يحكمون علينا بالعتمة الكاملة، ويقولون لنا بالفم الملآن “نحن الدولة، وكهربا ما في”!
اتجاه أصحاب المولدات إلى الاعتراض، وإعلان العتمة، أو التهديد بإعلانها من قبل البعض الآخر، جاء بعد التحركات الأخيرة والتوقيفات التي طالت كلّ من خالف ويخالف تعرفة وزارة الطاقة والمياه!
وفي بيانات “الظلام”، حروف هزلية وضعتها برسمنا المافيا، وهي تلعب دور الضحية، فتظهر الوزارة على أنّها الجلاد، فكيف لها ألاّ تقدّر التضحيات التي قدّمها هؤلاء للبنانيين في الشهور الماضية، وكأنّها تضحيات مجانية.
فيما الحقيقة أنّ هؤلاء أكثر من انتفع من أزمة الكهرباء، فحصدوا الأموال باستغلال حاجة اللبنانيين، وراكموا الثروات، وابتزوا اللبنانيين بالضوء، وأخضعوهم لتسعيراتهم الخرافية عبر التهديد الدائم بـ “العتمة”!
ولكن، وإن يكن، فلنتعايش مع “العتمة”، كما تعايشنا مع الدولار وارتفاعه، وكما تعايشنا مع الطوابير من البنزين إلى الخبز، وكما تعايشنا مع نقص الدواء، وكما تعايشنا ونتعايش مع انهيار القطاع التعليمي، وفقدان العديد من المواد الغذائية، وانهيار قيمة الرواتب!
لنتعايش مع “العتمة”، فلا حلول بديلة.
كهرباء الـ “ما خلونا” غرقت في سدّ المسيلحة المتشقق، والطاقة الشمسية تحتاج إلى قرض بالدولار الفريش، قرضٌ لا قدرة للبناني “عادي” عليه، علماً أنّ الرصاص الطائش الذي نطلقه في الأفراح والأتراح لا يفرّق بين جسد طفل أو لوح طاقة، فيقتل الأوّل ويخرّب الثاني.
وأصحاب المولدات يريدوننا من جهتهم رهينة لهم، لتسعيراتهم، للمبالغ الطائلة التي تفرض علينا، لرواتب كاملة نضعها فوق طاولاتهم كي يتكرموا فقط بعدد ساعات كهرباء لا يتجاوز التسعة يومياً في أحسن الأحوال!
فإمّا الخضوع إذاً لهذا الابتزاز، والاعتراض على قرارات وزارة الطاقة التي تُحسب لها ملاحقة هؤلاء، أو التعايش مع “العتمة” والثورة على كل من أوصلنا إلى هذا “الظلام”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
 أين لبنان؟.. يا فيروز! |  سليم عياش.. “القاتل يُقتل ولو بعد حين”! |  نعيم قاسم “يعلّم” على الجيش.. الأمين العام “بالتزكية” ليس أميناً! |
