الحكومة “مكانك راوح”… إيجابيات في الترسيم ودوكان يسأل: أين الإصلاحات؟!
كتبت ميرنا الشدياق لـ “هنا لبنان”:
“أين أصبحت الإصلاحات المطلوب منكم إنجازها؟”
سؤال حمله السفير المكلف بتنسيق المساعدات الدولية في لبنان بيار دوكان إلى المسؤولين اللبنانيين مذكّراً إياهم أن لا وقت للمراوغة ويجب الاستعجال في تنفيذ الإصلاحات وإقرار القوانين الإصلاحية الموجودة نصوصها في مجلس النواب، باعتبارها مدخلاً لأي مساعدات دولية .
وفي هذا الإطار أكدت مصادر سياسية مطلعة لموقع “هنا لبنان” أن دوكان ركّز في خلال لقاءاته على ثلاث نقاط أساسية:
-أولاً: الإسراع في إنجاز الاتفاق النهائي مع صندوق النقد الدولي.
-ثانياً: المحافظة على استقرار لبنان ومنع أي سبب يؤدي إلى تدهور الأوضاع فيه.
-ثالثاً: إنجاز الاستحقاقات الدستورية وأبرزها الاستحقاق الرئاسي في موعده. مع العلم أن دوكان استفسر أيضاً عن مسار تأليف الحكومة الجديدة.
وفي كل لقاءاته، بحسب المصادر، كان تشديد فرنسي على مواصلة دعم لبنان، مع الإشارة إلى أن المساعدات الإنسانية مستمرة بشكل مباشر للجمعيات والمؤسسات المعنية من خلال صندوق الدعم الفرنسي-السعودي .
وكشفت المصادر أن دوكان يأمل في أن يضغط الرئيس عون في اتجاه إنجاز الإصلاحات قبل نهاية ولايته كي يتم التوقيع النهائي مع صندوق النقد الدولي، لافتة إلى أن دوكان أبلغ المعنيين أن أي مساعدة تبقى محدودة إذا لم تكن نتيجة عمل جماعي وأن الدول الأوروبية جاهزة للمساعدة إلا أنها تتوقع تنفيذ الإصلاحات المنشودة.
وفي حين أن أمام الحكومة استحقاقات داهمة لا سيما تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، لا يزال ملف تأليف الحكومة عالقاً بين مبدأ “من يبادر أولاً بالاتصال” لتحديد موعد للّقاء، إذ أن الرئيس المكلف نجيب ميقاتي يقول إنه طلب موعداً قبل سفره ولم يلبّ طلبه، في حين أن رئيس الجمهورية يعتبر أن الرئيس ميقاتي لم يتصل به بعد عودته من السفر. وإزاء هذا المشهد من غير المتوقع حصول أي خرق قريباً. وأشارت المصادر إلى أن الحملات والتسريبات التي تصدر من حين إلى آخر لا تفيد ما لم يتم وضع أي حدّ لها وكررت التأكيد أن تأليف الحكومة يحتاج إلى مناخات هادئة.
ولم تستبعد المصادر أن تكون مناسبة عيد الجيش في الأول من آب المقبل فرصة للقاء الرئيس عون والرئيس ميقاتي إذا لم يحصل أي تطور من اليوم حتى حلول موعد هذه المناسبة.
ويبقى أن توافر النوايا هو الكفيل بمعالجة الملف الحكومي، إلا أنه يبدو أن الاستحقاق الرئاسي قد طغى على غيره من الملفات.
وفيما يراوح الملف الحكومي مكانه في ظل انعدام وجود خطوات عملانية تحركه، يتوقع أن يشهد ملف ترسيم الحدود تحريكاً بعد رصد إشارات أبلغتها السفيرة الأميركية دوروثي شيا إلى المسؤولين اللبنانيين في خلال جولتها الأخيرة، وكشفت مصادر سياسية مطلعة أن السفيرة شيا قالت إن الأمل بالوصول إلى تحريك المفاوضات في ترسيم الحدود لم يُفقد، وأشارت المصادر إلى أن الموقف الرسمي الموحد يصب في هذا السياق كما أن الجانب الإسرائيلي أبدى خلال محادثاته مع الوسيط الأميركي آموس هوكستين تجاوباً مع مبدأ استئناف المفاوضات. وأفادت المصادر أن الإشارات الأميركية أوحت أن الأفق ليس مسدوداً على رغم المناخ المتشنج الذي سببته المسيّرات التي أطلقت، وأن محادثات هوكستين أحرزت تقدماً وأنه سيتم الإعلان عنها قريباً، وفيما لم تتوضح صورة الاتفاق النهائي بشأن الترسيم تردد أن المطلب اللبناني بالخط “23” مع حقل قانا كاملاُ لا يزال هو السائد في المفاوضات .
المصادر أكدت أن هناك إيجابيات في هذا الملف وأن ثمة معطيات تشير إلى احتمال مجيء هوكستين إلى المنطقة وزيارة لبنان قريباً متوقعة ذلك في النصف الثاني من شهر آب مع العلم أن ثمة جهوداً تبذل لتقريب موعد هذه الزيارة إلى أواخر الشهر الحالي.
مواضيع مماثلة للكاتب:
حراك دبلوماسي تجاه لبنان مستفسراً ومحذّراً… | هل تقرّ موازنة 2024 والزيادات الضريبية بمرسوم حكومي؟ | ﻣﻌﺮض ﻟﺒﻨﺎن اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻜﺘﺎب 2023: رسالة صمود وتكريس لدور لبنان الثقافي |