“الجهاد الزراعي” لم ينفع.. لبنانيون يخسرون محاصيلهم بسبب شح المياه
كتبت بشرى الوجه لـ “هنا لبنان”:
مع ارتفاع أسعار المأكولات والخضار بشكل جنوني خلال الأزمة التي تُعاني منها البلاد منذ أكثر من سنتين، توجّه اللبنانيون نحو زراعة شرفاتهم وحواكيرهم وأراضيهم بما هو مفيد و”وفّير”، فمن كان يزرع “البلكون” بالورد استبدله بالنعناع والبقدونس والبندورة والبصل.. ومن كان يزيّن حواكيره بشجر الزينة استبدله بالكوسى والباذنجان والملوخية، وغيرها من المزروعات التي تسدّ حاجة وجوع.
لكنّ الانقطاع المتواصل في الكهرباء لفترات طويلة في الآونة الأخيرة والذي ترافق مع ارتفاع في درجات الحرارة، وعجز المزارعين عن شراء مياه الصهاريج بسبب الكلفة التي تتجاوز قدراتهم الماديّة، أديّا إلى تلف المزروعات وخسارة المحاصيل.
“المزارعون في منطقة الجنوب يعانون من شحٍّ في المياه منذ أكثر من ثلاثة أسابيع بسبب الانقطاع الدائم للكهرباء، ما أدّى إلى تلفٍ في المحاصيل، وبالتالي تفضيل الزراعات التي لا تحتاج إلى الريّ المتواصل، والتوقف عن زراعة الحواكير المنزلية، ونتيجة لذلك لم يتحقّق “الجهاد الزراعي” الذي دعانا إليه السيد حسن نصرالله لمواجهة الجوع، فنحن نجوع يوميًا”، يقول المزارع محمد ساخرًا.
ويُفضّل محمد تأمين المياه لمنزله في ظل غياب الكهرباء لسد الحاجات المنزلية، على تأمين المياه لري المزروعات، موضحًا لـ “هنا لبنان” أن “أزمة المياه ليست جديدة، فنحن نعاني منها دائمًا، لكنها اليوم بلغت أوجّها بسبب انقطاع الكهرباء المتواصل وغلاء مياه الصهاريج وغياب متابعة الدولة لهذه الضروريات”.
ويلفت إلى أنّ كل الأزمات في لبنان لا تطال إلّا الفقراء، “فأغنياء المنطقة مثلًا يؤمنّون المياه من الصهاريج أو من خلال دفع الرشاوى للموظفين الذين باتوا ينتظرون هذه “الإكراميات” ويعتاشون منها”.
هذا ما يؤكده أحد الموظفين في مؤسسة مياه لبنان الجنوبي، إذ يقول لـ “هنا لبنان” إنّ “معاشاتنا لا قيمة لها فهي لا تُغطّي كلفة تنقلاتنا حتّى، لذلك يجد البعض أنفسهم مرغمين على القبول بالرشاوى لتأمين احتياجاتهم”.
أمّا فكرة زراعة “البلكون” ببعض المزروعات “البسيطة” والمناسبة للمكان، فتخلّت عنها ديانا وجاراتها في بلدة الجية بسبب غياب الكهرباء في الأسابيع الأخيرة، إذ تقول لـ “هنا لبنان”: “نحن نتقاسم كلفة تأمين المياه لمنازلنا من اشتراكات المولدات، حيث نستخرج المياه من البئر لوقت قصير حتّى لا ترتفع فاتورة الاشتراك الباهظة أكثر، ونستغل كمية المياه الضئيلة للأمور الضرورية مثل الاستحمام والغسيل، وبالتالي لم نعد نكترث لتلك المزروعات التي توفّر علينا القليل”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نبيل مملوك.. صحافي تحت تهمة “الرأي المخالف” | استهداف الجيش وقائده في غير محلّه.. “اتهامات سطحية لدواعٍ سياسية” | إسرائيل “تنهي الحياة” في القرى الحدودية.. ما الهدف من هذا التدمير الممنهج؟ |