“الجنرال باسيل” القائد الثالث والأخير للواء الحرس الجمهوري في عهد عون
كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان” :
قبل الإنتخابات النيابية في منتصف أيار الفائت، رصد إعلاميون ومواطنون مدنيون عاديون، وجوهًا من الحرس الجمهوري في مواكبة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في جولاته الإنتخابية في عكار والبقاع. أصحاب “المدرسة التبريرية” كانوا يقولون إن زوجة الوزير باسيل، السيدة شانتال عون، باعتبارها ابنة الرئيس، يحق لها بعنصرين أو أكثر بقليل، وإن باسيل استأثر بهم، لكن فات هؤلاء التبريريين أن عناصر الحرس يواكبون صهر الرئيس إذا كان في مهمة كلفه بها الرئيس.
بالتأكيد لم يكلِّف رئيس الجمهورية صهره بمهام رئاسية انتخابية في عكار والبقاع، فالجولات كانت انتخابية، وفي أكثر من مرة صرح رئيس الجمهورية بأنه على مسافة واحدة من جميع المرشحين، ومن بابٍ أولى أن لا يفصل عناصر من لواء الحرس لمواكبة صهره.
إذًا، مواكبة باسيل كانت مطعَّمة بعناصر من الحرس الجمهوري، حتى لو نفى هو شخصيًا هذا الأمر، لكن ما تكشَّف أظهر أن المسألة أبعد بكثير من مجرد “فصل عدة عناصر” لمواكبته، إنها مسألة محاولة وضع اليد على لواء الحرس الجمهوري، في تحدٍّ سافر لقائد لواء الحرس العميد بسام الحلو الذي رفض الطلبات المتكررة لرئيس التيار جبران باسيل.
انفجرت العلاقة بين باسيل والعميد الحلو، طالب باسيل بتشكيله وبتعيين قائد جديد للواء الحرس. قوبل هذا الطلب برفض صارم وقاطع وحاسم من قيادة الجيش وبأن يبقى العميد بسام الحلو في مركزه، على أن يُعطى إجازة ويتولى المسؤولية مكانه العقيد مارون إبراهيم.
يقول خبير مواكب للمؤسسة العسكرية أنه لم يحدث في تاريخ المؤسسة ما يحدث اليوم في لواء الحرس الجمهوري، فللمرة الأولى في تاريخ هذا اللواء يُطلَب استبدال قائدين في عهد واحد، الاستبدال الأول تم في نيسان من العام 2019 باستبدال العميد سليم فغالي بالعميد الحلو، والاستبدال الثاني لم ينجح عبر محاولة استبدال الحلو بضابط “يختاره” باسيل ويقترحه رئيس الجمهورية. لكن قيادة الجيش استبقت الأمر بالإصرار على إبقاء الحلو في مركزه.
وقادة ألوية الحرس الجمهوري أكملوا عهود الرؤساء:
العميد وديع الغفري بقي مع الرئيس ميشال سليمان ست سنوات، والعميد مصطفى حمدان بقي مع الرئيس إميل لحود تسع سنوات، وكذلك فعل العميد ميشال حروق الذي بقي مع الرئيس الهراوي تسع سنوات، ولم يوفره زعيم المختارة وليد جنبلاط في انتقاداته، ومع ذلك تمسك به الرئيس الهراوي.
لم يتدخَّل الأصهار في عمل قائد لواء الحرس، لا صهر الرئيس الهراوي، فارس بويز فعل ذلك واختلف مع العميد حروق، ولا صهر الرئيس لحود، الياس المر فعل ذلك واختلف مع العميد مصطفى حمدان، ولا صهر الرئيس ميشال سليمان وسام بارودي فعل ذلك واختلف مع العميد وديع الغفري، وحده صهر الرئيس ميشال عون يريد أن يشذ عن القاعدة. أُقفِل عليه باب التدخل في شؤون المؤسسة العسكرية، وهو تدخل حاوله باسيل منذ اليوم الأول للقيادة الحالية، وحاوله مع وزراء دفاع تعاقبوا على المؤسسة وحاول بعضهم أن يكون مؤتَمَرًا من باسيل، بدل أن يكون درعًا واقيًا للمؤسسة من الذين يحاولون أن يتدخلوا في شؤونها.
ويقول المراقِب المخضرم: لقد تجاوز الوزير باسيل كل الحدود، فعلى سبيل المثال لا الحصر، بأي حق يحتفل بذكرى شهداء الجيش في “غابة الشهيد” في طبرية؟ هل استأذن القيادة؟ وكيف يقام احتفال لذكرى شهداء الجيش وليس فيه ممثل عن قيادة الجيش، ولم توجَّه دعوة إلى قيادة الجيش؟
مَن يدَّعي الحرص على المؤسسة العسكرية لا يصفها في أحدث إطلالاته التلفزيونية بأنها مفككة. ومَن يريد أن يتمعَّن أكثر في حرصه على المؤسسة فليراجع هذا الحرص مع اللواء عصام أبو جمرة والعميد فؤاد الأشقر، واللائحة تطول …
مواضيع مماثلة للكاتب:
هل سقطت معادلة “الشعب والجيش و… إيران”؟ | راقبوا الميدان… الحرب في بدايتها | لبنان أمام عشرة أسابيع حاسمة |