من ميشال إدّه إلى سليم إدّه … ولكن
كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان”:
كأن التاريخ يعيد نفسه، من أيلول 1988 إلى آب 2022. أربعةٌ وثلاثون عامًا تفصل بين استحقاقين رئاسيين. في اليوم الأخير من ولاية رئيس الجمهورية السابق أمين الجميِّل، طُرِحَت على عجل أسماء لترؤس حكومة انتقالية تُهيّئ لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بعدما انتهت ولاية الرئيس الجميل من دون انتخاب رئيس، من بين الأسماء التي طُرِحت النّائب الراحل بيار حلو، الذي رفض المهمة، والوزير الراحل ميشال إده الذي لم يوافق أيضًا. الوزير إدّه كان من بين الأسماء المطروحة لرئاسة الجمهورية آنذاك، وكان يحظى باحترام المرجعيات السياسية والدينية، كما كان يتمتع بثقافة ندرَ أن تمتَّع بها سياسيّ في لبنان.
اليوم، بعد أكثر من ثلث قرن على واقعة الاستحقاق الرئاسي الأخير، قبل الطائف، يكاد التاريخ أن يعيد نفسه، ولكن بطريقة غير مشابهة كليًا.
عاصمة القرار، واشنطن، وفي معلومات خاصة وحصرية، تجسّ نبض نجل الراحل ميشال إده، سليم إده، ليكون مرشحًا لرئاسة الجمهورية. المفاجأة أنّ إدّه لم يُبدِ حماسةً للترشُّح، علمًا أنّه منغمس في الحياة السياسية اللبنانية من بابها الإنساني، خصوصًا أنّ له أيادٍ بيض في المساعدات التربوية والطبية.
لكنه يعرف أن هذه المواصفات وحدها لا تكفي، فهل صرفت واشنطن النظر عن اسمه وعادت إلى “المربَّع الأول” في سلة الأسماء؟
واشنطن تسعى لتحاشي الفراغ، ولديها مروحة واسعة من الأسماء، بعضها للمناورة (ولا مانع من حرقها) وبعضها الآخر جديّ، وفي هذا السياق يندرج أيضًا اسم رئيس حركة الاستقلال ميشال معوّض الذي تربطه بعاصمة القرار – واشنطن، روابط مؤسّساتية.
ثمانية عشر يومًا تفصلنا عن الدخول في المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، الوقت يضيق، وكذلك المناورات، ولتحاشي الوصول إلى
“سيناريو 1988″، تبدو العواصم الغربية المؤثِّرة، ولا سيّما واشنطن وباريس، في حركة دائمة بهدف عدم الوصول إلى الفراغ في سدة الرئاسة، وبهدف الوصول إلى رئيس لا يكون في حضن الممانعة، وفي الوقت عينه، لا يستفزها، فهل سيكون بالإمكان الوصول إلى هذه “الخلطة السحرية الرئاسية”؟ وهل يكون أيلول “طرفو بالرئاسة مبلول”؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
هل سقطت معادلة “الشعب والجيش و… إيران”؟ | راقبوا الميدان… الحرب في بدايتها | لبنان أمام عشرة أسابيع حاسمة |