أزمات لبنان تتسبب بزيادة أمراض القلب.. وبالموت “ع السكت”
كتبت بشرى الوجه لـ “هنا لبنان”:
“مات بسكتة قلبية”.. ثلاث كلمات باتت تتردّد كثيرًا على مسامعنا.
قد نكون جميعنا خسرنا أعزّاء لنا بشكل مفاجئ خلال الأشهر الأخيرة، فالإصابات بأمراض القلب كثرت، وأعداد الوفيات خاصة لدى فئة الشباب زادت، الأمر الذي عزاه أطباء إلى السكتة القلبية أو الدماغية، بسبب الضغوط النفسية والإقتصادية التي أنتجتها الأزمات المتلاحقة في لبنان.
لا توجد دراسات أو أرقام تتحدّث بعد عن نسبة زيادة الوفيات بالأزمات القلبية خلال السنوات الأخيرة، لكنّ بحسب طبيب القلب رمزي خليل، فالأطباء يمكنهم القول إنّ أمراض القلب والوفيات المبكرة قد ازدادت في الفترة الأخيرة.
يقول خليل لـ”هنا لبنان”: “هناك سببان رئيسيان وراء هذه الإصابات، الأول هو الضغوطات النفسية التي يواجهها المواطن بشكل يومي نتيجة الأزمات الأمنية والاقتصادية والإجتماعية المتلاحقة، والتي ثؤثّر على صحة القلب؛ أما السبب الثاني فهو عدم قدرة المواطنين على تحمّل أعباء تكاليف الرعاية الصحية من فحصيات إلى أدوية وجراحات، هذا بالإضافة إلى فقدان بعض الأدوية خلال بعض الفترات”.
ويضيف: “الضغوط النفسية تصيب المواطنين بأمراض الأوعية الدموية، وأبرز هذه المسببات هي التدخين والقلق المزمن الذي يعرض الإنسان لارتفاع في الضغط والكوليسترول الضار ويساعد على إفراز هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول فتزداد الجلطات القلبية والدماغية”.
ويشدّد خليل على ضرورة التنبّه للعوارض الخطرة التي تصيب القلب وعدم تجاهلها، كما مراقبة معدل الكوليسترول العادي”.
وينصح المواطنين بالتعامل مع مصادر الضغوطات النفسية وعدم إهمالها واللجوء إلى أخصائيين نفسيين إذا لزم الأمر، وممارسة الرياضة بشكل يومي واتّباع نمط عيش صحي، والنوم بشكل كاف لمدة 8 ساعات.
بدورها، تقول الأخصائية الإجتماعية والنفسية غنوة يونس، إنّ “الجسم هو مرآة حالتنا النفسية.. فكيف إذا كنا نعيش في ظل هذه الأزمة اللبنانية بكل مقوماتها وأضرارها النفسية على المواطن جرّاء مشاعر القلق والحزن والاكتئاب والفوضى والشعور بالخوف والتهديد وعدم الأمان”.
وتشرح لـ”هنا لبنان”: “الأمراض النفسية مرتبطة بشكل كبير بصحة الإنسان الجسدية وبفعالية الأعضاء الداخلية وخاصةً القلب، فالإضطرابات النفسية تؤثّر على وظيفة القلب، لأنّها ستؤدي إلى ارتفاع بمعدّل ضربات القلب وضغط الدم، ثمّ قد نصل إلى انخفاض في تدفّق الدمّ إلى القلب، وإلى ارتفاع في مستويات هرمون الكورتيزول، وإلى تراكم الكالسيوم في الشرايين وقصور القلب والسكتة الدماغية والنوبات القلبية”.
وتلفت يونس إلى أنّ العديد من الدراسات أظهرت أن الأشخاص الذين يعانون من الإكتئاب والقلق هم أكثر عرضة للإصابة بالسكتات القلبية، كما أنّه حديثًا ومن بعد الفحص الطبي لصحة القلب، يتم توجيه الأشخاص الذين يتعرّضون لأي اضطراب نفسي إلى طبيب أو معالج نفسي ليُساعد في تقليل نسبة خطورة حدوث “سكتة” قلبية.
باختصار تقول يونس إنّ “الإهتمام بالصحة النفسية يؤثر على صحتنا الجسدية، واللبناني اليوم يعيش في أصعب المراحل والأزمات، لذلك في الفترة الأخيرة أصبحنا نسمع عن قصص شائعة حول موت شباب لا يعانون من أي مشاكل قلبية بشكل مفاجئ بسبب سكتة قلبية أو دماغية، وهذا دليل واضح على أنّ التوتّر المستمر هو عامل يدفع نحو خطر الإصابة بالسكتات القلبية”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نبيل مملوك.. صحافي تحت تهمة “الرأي المخالف” | استهداف الجيش وقائده في غير محلّه.. “اتهامات سطحية لدواعٍ سياسية” | إسرائيل “تنهي الحياة” في القرى الحدودية.. ما الهدف من هذا التدمير الممنهج؟ |