“المرض حاصر أفرادها وأعاق حياتهم”.. مأساة موجعة ضحيتها عائلة لبنانية!
كتبت ريتا صالح لـ “هنا لبنان”:
في لبنان، أصبحت حياة المواطن على المحكّ. إذا دقّ المرض الباب لن يطلب إذناً للقضاء عليك، وإذا قدّر لك أن تذهب ضحيّة لحادث ما، لن تعرف إن كنت ستبقى على قيد الحياة، وإذا وضعك الحظ بوجه كمين كبير وخطير، لن يبقى لك أملٌ في العيش، وذلك لأن الصّحة في لبنان أصبحت بمواجهة مع “الليرة والدولار والدولة الفاسدة”.
كلٌ منّا يعرف أنّ حياتنا باتت صعبة على كل المستويات، الاقتصادي، الاجتماعي، الأمني، الصحي، التربوي وغيرها، وخصوصاً على كل عائلة لديها دخل شهري محدود أو شبه معدوم، أو من ليس لديها معيل.
عائلات لبنانية كثيرة تعيش اليوم مأساة صعبة وأليمة. وكيف إذا كانت من هذه العائلات عائلة من ابنتين لديهما إعاقة جسدية خلقية، وحالة كل منهما موجعة وصعبة؟
أمٌّ قوية، صبورة، تتمتع بإرادة صلبة، ولديها عزيمة وإصرار لإنقاذ ابنتيها، ولا سيما الحالة الأصعب وهي ابنتها الثانية، هي عيّنة عن حالات تعيش في المجتمع اللبناني نعرضها لكم اليوم.
في التفاصيل، روت السيدة جميلة في حديث خاص لموقع “هنا لبنان” أن ابنتها الثانية “نوال” تعاني منذ ولادتها من تشوه خلقي في القلب. وعند الولادة، وبسبب خطأ طبي وأثناء خضوعها لعملية قلب مفتوح، أدّت مضاعفات حالتها الحرجة إلى دخولها في غيبوبة، مما عرّضها إلى شلل نصفي. وأضافت جميلة أنّ ابنتها اليوم بحاجة للمرة الثالثة إلى عملية قلب مفتوح ويرجح الاطبّاء أن تتراوح خطورتها بين الـ 20% والـ 25%. وفي المقابل إذا لم تخضع لهذه العملية فهناك نسبة خطر أكبر على حياتها، ممّا يمكن أن يتسبّب بوفاتها. كما وأشارت إلى أنّ كلفة العملية هي تسعة آلاف دولار أميركي، وحتى الآن لم تستطع أن تجمع هذا المبلغ الهائل.
ولفتت جميلة في حديثها لموقعنا إلى أنّ هناك عدداً من الأشخاص الذين ساعدوا بتأمين جزء من المبلغ على نفقتهم الخاصة. وأشارت إلى أنّها تواصلت مع جمعية فرنسية لديها فرع في لبنان، ووعدتها بمساعدتها بمبلغ مالي لم تفصح عنه.
أمّا عن ابنتها الثالثة “مريم”، قالت جميلة إنّها تعاني منذ ولادتها من تأخر نمو العظام، وحَوَل في العيون. وأضافت أنّها حصلت منذ فترة طويلة من وزارة الصحة على إبر للعلاج لثمانية أشهر فقط، واليوم لا تستطيع أن تكمل علاجها بسبب غلاء الحقن والدواء والعلاج.
“أصبحت أشعر أنني أشحد”، بهذه العبارة غصّت جميلة وهي تقول: “الحمدالله، المحبين كتار… ولكن الوضع صعب ولا أستطيع أن أستمر…”
وكم من أمّ اليوم تعاني مثل جميلة…
في زمن الأزمة هذا هناك العديد من العائلات التي تعاني من صعوبة في تأمين الدواء، والمعالجة الاستشفائية، أو حتى زيارة الطبيب، والسبب الأول هو الانهيار المالي، وخصوصاً انهيار الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي والغلاء في جميع القطاعات، ممّا يجعل المريض ينزف وجعاً ويبكي ألماً لأن دخول المستشفى بات مستحيلاً.
ويا للأسف، أصبحت حياة اللبناني رهينة الدولار، وبات معلّقاً بين الحياة والموت، يتسوّل الدولار الواحد لإنقاذ حياته أو حياة أحد أفراد عائلته للدخول إلى المستشفى أو إجراء عملية ضرورية.
حكايات لبنان الموجعة أصبحت “ترند” عالمي… وأصبحنا “حديث العالم بأوجاعنا ومأساتنا وحزننا”… وفساد ساستنا!
مواضيع مماثلة للكاتب:
الصحة الإنجابية في خطرٍ كبير… لبنان كالصين: ولد واحد لكل عائلة! | القطاع التعليمي في لبنان عالق بين “الردّين” و”المفاوضات” | أحداث الجنوب تربك اللبنانيين.. إلغاء رحلات ورفع للأسعار! |