عون يغادر بعبدا ببيان
كتب بسّام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:
إذا لم ينتخب رئيس للجمهورية، ولم تتشكّل حكومة تنال ثقة مجلس النواب وتنتفي عملية تصريف الأعمال، فهناك من المحيطين برئيس الجمهورية العماد ميشال عون من يحاولون إيجاد مخارج وفتاوى لا تسند بموجبها صلاحيات رئيس الجمهورية إلى حكومة تصريف الأعمال.
وفي هذا المجال يفرق هؤلاء بين أمرين:
الأول نهاية الولاية، والثاني ممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية.
في نهاية الولاية يؤكد هؤلاء أن ولاية الرئيس عون تنتهي في ٣١ تشرين الأول طالما أنّ ليس هناك من تمديد أو تجديد، وبالتالي فإنّ بقاءه من الناحية الدستورية والقانونية في قصر بعبدا لا قيمة له، ولذلك فالقرار حتى الآن هو بمغادرة الرئيس عون القصر الجمهوري إلى منزله في الرابية منتصف ليل ٣١ تشرين الأول والأول من تشرين الثاني، وقد بدأت بالفعل التحضيرات اللوجستية والأمنية لهذا الانتقال وعلم أن نحو ٤٠ عنصراً وضابطاً من الحرس الجمهوري سيوضعون بتصرف العماد عون كرئيس سابق.
أما في ما خصّ ممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية، فكلّ كلام عن أنّ الرئيس عون يستطيع تشكيل حكومة انتقالية هو في غير مكانه ومخالف للدستور لأنّ الدستور وضع آلية التكليف وهي عبر التسمية من خلال النواب، وهناك حاليًّا رئيس مكلّف هو الرئيس نجيب ميقاتي ولا يمكن سحب التكليف منه قبل انتهاء الولاية علماً أنّ هذا التكليف يسقط مع انتهاء عهد العماد عون، فهل يقدم رئيس الجمهورية من تلقاء نفسه على تكليف شخصية غير سنية لتشكيل حكومة انتقالية؟ ومن هو الانتحاري الذي قد يقبل هكذا مهمة في ظل رفض قاطع لها حتى من أقرب المقربين من العماد عون وهو حزب الله.
لا يستطيع رئيس الجمهورية القيام بأي خطوة تحمل طابعاً دستورياً لها علاقة بممارسة صلاحياته أثناء الفراغ الرئاسي فالدستور أناط هذه المهمة بمجلس الوزراء، بالتالي لن يكون أمام العماد ميشال عون سوى إذاعة بيان أو رسالة صادرة عنه تدعو بدايةً النواب إلى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وتدعو الجيش للاستمرار بالحفاظ على الأمن، كما سيدعو مجلس القضاء الأعلى من أجل العمل على الحفاظ على الانتظام العام ومنع الفوضى على صعيد المؤسسات.
كل هذا الكلام هو لحفظ ماء الوجه والقول بأنّ الرئيس عون غادر قصر بعبدا ولم يعلن قبوله بأن تتولى حكومة تصريف الأعمال صلاحيات رئاسة الجمهورية، كما سيأتي هذا الكلام أيضاً نابعاً من إدراك أن لا أحد يؤيد بقاء العماد عون في قصر بعبدا وحتى حزب الله، ولا أحد يعتقد أنّ لدى الرئيس عون ولدى التيار الوطني الحر نيّة لكسر الجرة مع حزب الله طالما بقي أمل بأن يكون لرئيس التيار النائب جبران باسيل حظ بأن يصل إلى سدة الرئاسة.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في لبنان ما يستحق الحياة | تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” | يحقّ لنا أن نسأل |