الموسم السياحي يردّ الروح إلى أعرق شوارع بيروت
كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان”:
هنا في شارع الحمرا، لؤلؤة بيروت، حركة لافتة، الشارع العريق الذي تغنى به الشعراء والكتاب والصحافيون العالميون يعود مجدداً إلى الحياة، فالواقع في لبنان يجري في سياق متمايز عن منطق الاقتصاد، حيث تتصاعد المؤشرات الدالة على عودة نشاط القطاع السياحي فيه رغم الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد.
جولة في “الحمرا” تعكس إيجابية الموسم السياحي، نبض الشارع الذي بدأ يستعيد حيويته اكتمل مشهده الآن، وسط حضور بارز للسياح العراقيين والأردنيين والمصريين.
المطاعم والمقاهي والحانات المكتظة حتى آخر كرسي وآخر طاولة، تأخذك للوهلة الأولى إلى مكان آخر يكذّب أي كلام متشائم عن تهاوي القطاع السياحي، زبائن لا يبالون لارتفاع الأسعار ومشاهدات تستُر الكثير عن واقع المؤسسات السياحية، وكأنّ البلاد تجاوزت تداعيات حياة ملغومة بالمشاكل والأزمات.
أصحاب المحلات التجارية متفائلون كثيراً بالموسم بعد كسر الجمود المخيف الذي تحكم بهم لسنوات.
كلام رئيس جمعية تجار الحمرا زهير عيتاني يتطابق مع واقع الحركة السياحية حيث يؤكد لـ “هنا لبنان أنها بدت في أوجها في شارع الحمرا مع حلول الصيف لهذا العام، وهي شبيهة إلى حد ما بالنشاط الذي شهده العامان 2018 و2019، حيث تكتظ المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي والفنادق بالسياح خصوصاً العراقيين منهم، إضافة إلى المصريين والأردنيين والخليجيين إلى جانب المغتربين اللبنانيين والأجانب”.
فانهيار الليرة والاقتصاد حملهم إلى أجمل المناطق في لبنان وأفخم الفنادق والمطاعم بأسعار يرونها مناسبة، فهم يعيشون حياة البذخ ببضع مئات من الدولارات، تخولهم الاستمتاع برحلتهم في بلد يجري على قدم وساق.
ويؤكد عيتاني أن نجاح الموسم السياحي سيعيد الثقة بلبنان والمؤسسات السياحية وسيسهم في تشجيع البنك الدولي على المساعدة بعد توقيع الاتفاق الأوّلي معه ويحفّز مؤسسات عالمية أخرى على تقديم المساعدة أيضاً”.
كما يشدّد على “ضرورة مساعي الدولة اللبنانية لإعادة العلاقات اللبنانية الخليجية إلى طبيعتها بما يسمح بمجيء الخليجيين إلى لبنان، خصوصاً وأن العلاقات اللبنانية-الخليجية اكتسبت تاريخيًّا أهمية سياسية واقتصادية كبيرة، داعياً الأشقاء العرب والخليجين إلى زيارة لبنان الأقرب إليهم جغرافياً واجتماعياً ونفسياً، مثنياً على روابط الأخوة والامتداد الحيوي للدول العربية”.
هذا ويتوالى الإعلان عن المهرجانات والفعاليات السياحية لتشجيع موسم السياحة التي تشمل كافة المناطق اللبنانية، واحتضن شارع الحمرا خلال شهر تموز الماضي مهرجاناً ترفيهياً بهدف إثراء المنتج السياحي وإعادة النبض إلى الشارع الذي تأثر بالأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد. وتوزعت أكشاك الطعام والملابس والحرف اليدوية والرسومات والحلي فيه، حيث استقطب آلاف الزوار العرب والأجانب وسط عروض موسيقية وبرامج فنية مختلفة.
وهنا يقول عيتاني: “لبنان كان وما زال أفضل مقصد للسيّاح، وعلى الرغم من الظروف والوضع الاقتصادي الصعب، يمكن من خلال الأفكار والنشاطات الترفيهية خلق الأجواء وإعادة الفرح إلى المواطنين من جهة وإحياء الدورة الاقتصادية والحركة التجارية من جهة أخرى”.
وأشارت توقعات رسمية إلى أن حوالي مليون ونصف مليون شخص يزورون بيروت خلال هذا الصيف، وسط تقديرات بأن يحقق موسم السياحة الواعد إيرادات بقيمة حوالي 3 مليارات دولار، فيما رجح وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار أن يكون الموسم السياحي في لبنان هذا العام مزدهراً ويحمل معه الخير للبنان وشعبه. فهل يصلح الموسم السياحي هذا العام ما أفسده السياسيين؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
تأمين الدم للمرضى…رحلة بحث شاقة وسعر الوحدة فوق الـ 100 دولار | بيوت جاهزة للنازحين.. ما مدى قانونيتها؟ | قائد الجيش “رجل المرحلة”.. التمديد أو الإطاحة بالـ1701! |