لبنان الأوّل عربياً بنسبة حوادث السير… والاتكال على وعي المواطنين!
كتبت ريتا بريدي لـ “هنا لبنان”:
في العادة يحتفل الشعب اللبناني بحلول الوطن بالمراتب الأولى من ناحية الثقافة، الأعمال الإبداعية، المسابقات… وغيرها، إلّا أنّ هذه المرّة تُطرح علامات الاستفهام حول حلول لبنان في المرتبة الأولى عربياً بنسبة حوادث السير، إذ لا يمرّ يوم إلّا ويتمّ تسجيل نسبة عالية من حوادث السير في مختلف المناطق اللبنانية.
“طرقات الموت”… كم من مرّة سمعنا هذه العبارة في المجتمع، في الصحف، التقارير الإخبارية، المواقع الإلكترونية وغيرها من المصادر، ومع كل حوادث السير المفجعة التي تحتلّ مساحة من يوميات الأخبار اللبنانية، لم يتحرّك أحد من المسؤولين عن تحسين حالة الطرقات في لبنان، ولا زالت حتى اليوم تُشكّل معظمها خطراً على حياة المواطن.
وبما أنّ لبنان يعتبر اليوم الأوّل عربياً بنسبة حوادث السير، توضح لنا نائب رئيس جمعية “كُن هادي” السيّدة لينا جبران الأمور التي من الضروري العمل على تحسينها من أجل الحد من نسبة الحوادث الهائلة في لبنان، وتشير إلى أنّ الطرقات في لبنان يُطلق عليها اسم “طرقات غير متسامحة”، أي إذا الحادث الذي يتعرض له الشخص لم يؤدي الى وفاته، قد تكون الطرقات هي السبب بموته. بالاضافة الى أهمية تطبيق قانون السير، وزيادة عدد مراكز الاسعاف للتمكن من التوجه بأقصى سرعة ممكنة إلى مكان الحادث ووجود المصابين، وبالطبع الانتباه إلى أهمية أن تكون السيارات تستوفي شروط السلامة، مع التوعية في المجتمع حول الموضوع.
ولكن في حال نظرنا إلى الواقع، نرى أنّ كل هذه الشروط غير موجودة على أرض الواقع في لبنان، إلّا من ناحية التوعية كالتي تقوم بها جمعية “Kunhadi”.
وتوضح السيّدة لينا جبران أنّه من ناحية تطبيق القانون، يمكن القول أنّ قوى الأمن الداخلي لا تملك المعدات الكافية لذلك، بالإضافة إلى غياب إشارات السير الموجودة على الطرقات بسبب الأزمة الاقتصادية.
ومع الأسف تشهد الطرقات على إهمالٍ كبير، ومع إلغاء المعاينة الميكانيكية هناك نسبة كبيرة من الأشخاص يملكون سيارات لا تستوفي شروط السلامة مما يعرضهم للخطر.
ولا يمكن إلّا أنّ نلقي الضوء على أهمية تغيير دواليب السيارة، خصوصاً أنّ الموسم الشتوي على الأبواب، ولكن مع الأزمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان قد لا يتمكن عدد كبير من المواطنين من تنفيذ ذلك.
أمّا عن العوامل التي تؤدي إلى الحوادث، تشير جبران إلى أنّ السرعة تعتبر السبب الأوّل لحوادث السير، والسرعة هي التي تؤدي إلى وفاة الشخص.
وفي الدرجة الثانية، إنّ شرب الكحول والقيادة من الأسباب التي أيضاً تؤدي لذلك أيضاً، وبالأخص خلال فصل الصيف حيث ترتفع نسبة حوادث السير في مختلف دول العالم وبالأخص في لبنان. وللأسف، إنّ القوى الأمنية لا تملك الفحص الذي يحدّد إذا الشخص قد شرب الكحول وهو يقود سيارته، وإذا كان قد تخطى النسبة المسموح بها.
وبالنسبة للأشخاص الذين يقودون الدراجات النارية، فإنّ السبب يعود لعدم ارتداء الخوذة على الرأس وتثبيتها جيداً أثناء القيادة.
ومن ضمن العوامل التي لا زال الشعب اللبناني يُعاني منها هي عدم وضع حزام الأمان أثناء قيادة السيارة، مع العلم أنّه من الأشياء التي تحمينا عند التعرض لحادث سير من الموت.
وبهذا السياق، لا يمكن إلّا أن نذكر الهاتف الخليوي، الذي يُشكّل اليوم كارثة على طرقاتنا، بينما نرى أغلب الأشخاص يقودون وفي يدهم الهاتف، ويعتبر هذا الأمر أيضاً سبباً رئيسياً لحوادث السير.
ما الحلول اللازمة؟
وفي حديثها لموقع “هنا لبنان” تقول السيّدة لينا جبران أنّه من الضروري إنشاء خطة بين المجلس الوطني للسلامة المرورية والذي هو برئاسة رئيس مجلس الوزراء في لبنان واللجنة الوطنية للسلامة المرورية والقوى الأمنية والجمعيات، والوزارات المعنيّة كلّها، مع العمل على تقييم لهذه الخطة لمعرفة إذا نجحت على أرض الواقع.
وتشير إلى أنّ مع تفشي فيروس كورونا ودخول لبنان عاصفة الأزمات المتتالية، تراجعت الأمور كثيراً في ما يخص سلامة الطرقات والسلامة المرورية، واليوم أصبح الوضع كارثياً حيال ذلك.
ورأت جبران أنّه بظل الأزمات الكثيرة في لبنان يجب على كل مواطن الاتكال على نفسه وعلى وعيه الذاتي تجاه سلامته، فمثلاً ها نحن نرى مع غياب الكهرباء في البيوت معظم المواطنين يتوجهون لوضع المولدات الكهربائية، ومع غياب المياه عن المنازل نبحث عن صهاريج المياه التي يمكنها تعبئة الخزانات… وكذلك الأمر بالنسبة للسلامة المرورية، من الضروري الانتباه وتطبيق اللازم لحماية نفسنا على الطرقات اللبنانية.
إذاً لبنان اليوم الأوّل على مستوى العالم العربي بنسبة حوادث السير، ولكن مع كل ما يعيشه وطننا هل سيسمع أهل السياسة والمسؤولية وهم يجلسون على كراسيهم، المطالب لتأمين السلامة لأهل هذا البلد على الطرقات؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
في اليوم العالمي للشطرنج: فوائده تفوق التوقعات! | “أهذا حقاً في لبنان؟”.. الهايكينغ يكتسح البلدات اللبنانية ويكشف جمالها! | احتفالاً بأسبوع الأصمّ العربي.. ملتقى “أوتار الصمّ” في الشارقة |