طرقات “الموت” المظلمة… والحفر والأنفاق الخطيرة: “ابتسم أنت في لبنان”!
كتبت ريتا صالح لـ “هنا لبنان”:
تتكاثر حوادث السير في لبنان، والسبب واحد لا غير، وهو عدم صيانة الطرقات والحفر الخطيرة والأنفاق المظلمة والتي تسبب بمقتل العديد من المواطنين وتزيد نسبة الحوادث القاتلة.
لا شكّ أن الوضع الاقتصادي الذي يمرّ به لبنان شكّل أزمة أساسية وصعبة بعدم قدرة وزارة الأشغال والبلديات واتحاد البلديات على العمل لصيانة الطرقات العامة وخصوصاً الأوتوسترادات والأنفاق. وبالتالي، المواطن اللبناني لا يحسد على وضعه، إذ أن حياته معرّضة للخطر كلما مرّ على الطرقات العامة أو الفرعية في معظم المناطق اللبنانية.
في لبنان، اعتاد الشعب على الأزمات والمشاكل والأخطار. واليوم لم يتغيّر وضعه، بل ازداد تعقيداً وخطورة، حيث أن وزارة الأشغال لا تملك حالياً القدرة المالية لصيانة جميع الحفر على الأوتوسترادات، كما وأنها غير قادرة على إضاءة الأنفاق المظلمة الخطيرة التي يمكن أن تودي بحياة الكثيرين، كما وأنّها ليس لديها إمكانية لصيانة إشارات السير الضرورية والأساسية للمارة والسيارات.
إذا مررت على اوتوستراد جونية-جبيل مثلاً، تقع في كل متر بحفرة، كما أن الظلام يسيطر دائماً على الطريق والأوتوسترادات بغياب الإنارة، وغياب كل إجراءات السلامة العامة والتي تسبب بوقوع حوادث السير الخطيرة ويذهب ضحيتها عدد كبير من القتلى. وبالرغم من كل تلك المشاكل، لا بد من الإشارة إلى أنّ الحفر على الطرقات ليست مشكلة آنية بل قديمة جداً، والمواطن منذ وقت طويل يعاني من غياب السلامة العامة على الطرقات.
في المقابل، تشكلت الكثير من الحكومات وعيّن العديد من وزراء الأشغال ورؤساء بلديات واتحاد بلديات في كل المناطق اللبنانية، ولم يأت أحد بتنفيذ حل شامل ونهائي لأزمة الطرقات القاتلة.
فعلياً، إنّ الشعب اعتاد على تكاسل وإهمال واستهتار الدولة اللبنانية الفاشلة، وكأن المسؤولين لدينا لا يمرون بتلك الطرقات. كلما ازدادت الأزمة الاقتصادية-اللبنانية كلما أصبح الحلّ بعيداً كل البعد عن المعالجة الشاملة. والنتيجة دائماً نفسها، تكاثر حوادث السير والتصادم، وعدد كبير من الجرحى والقتلى.
وبالرغم من الصعوبات والعراقيل المالية وعدم وجود اعتمادات كافية لصيانة كل الطرقات اللبنانية، لا بدّ من تسليط الضوء على أن وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حمية حاول العمل على مشروع تأهيل كل الحفر في الطرقات الدولية ومنها تأهيل طريق صغبين -عيتنيت، بالإضافة إلى أنّ هاجسه الأساسي هو تحسين كل الطرقات وفقاً للاعتمادات المتوفرة في وزارة الأشغال. إلّا أنّ الأزمة الاقتصادية خرقت كل المشاريع الإصلاحية وعرقلة عملية التنفيذ.
لا بد من الذكر أيضاً أن طرقات لبنان تعاني من مشكلة طوفان في الشتاء، حيث يتطلب هذا الحلّ تضافر الجهود بين وزارة الأشغال والبلديات واتحاد البلديات ومجلس الإنماء والإعمار وإن كان مكلفاً وصعباً وذلك قبل قدوم الشتاء وأمطاره وسيوله.
إن وضع الطرقات وعدم صيانتها على كل المستويات، يفرض على الوزارة والبلديات وكل المتعهدين ومجلس الإنماء والإعمار التعاون في ما بينهم لإيجاد حلول على المدى البعيد، والتخفيف من حدة هذه الأزمة الخطيرة على المواطن. إذا كانت البلديات غير قادرة على تحمّل أعباء صيانة وتأهيل الطرقات، والوزارة ليس باستطاعتها تقديم كامل المساعدة فمن المسؤول عن الحلّ الشامل؟ وإلى متى سيظّل الموت رفيقاً للشعب اللبناني على الطرقات؟
وأمام كل هذه الأزمات، لا بدّ من شكر الفنانة القديرة ماجدة الرومي، التي ساهمت في تحسين طريق المصنع أي الطريق الفاصلة بين لبنان وسوريا والذي ذهب ضحيتها الفنان الراحل جورج الراسي. على أمل أن تكون بشرة أمل لتأهيل وتحسين وترميم كل الطرقات اللبنانية.
ختاماً، الأزمات كثيرة وصعبة، والمواطن يكاد يغرق بالعتمة والظلام وسواد المشاكل التي لا تنتهي في غياب كل مكونات “الحياة الكريمة والسليمة”. ولكن، إلى متى سننتظر…؟؟؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
الصحة الإنجابية في خطرٍ كبير… لبنان كالصين: ولد واحد لكل عائلة! | القطاع التعليمي في لبنان عالق بين “الردّين” و”المفاوضات” | أحداث الجنوب تربك اللبنانيين.. إلغاء رحلات ورفع للأسعار! |