لبنانيون على الورق
كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:
قد يبدأ التغيير في الأوطان على مستوى فردي ولكن إن لم تتحول هذا الإرادة لإرادة جماعية فالتغيير سيفشل حتماً وهذا ما لا يدركه نواب يطلقون على أنفسهم اسم تغييريين.
لا يستطيع ١٣ نائباً أن يبدلوا الواقع السياسي في لبنان وحدهم بل عليهم التعاون مع فرقاء سياسيين يلتقون معهم على الكثير من الأمور والقضايا ولا يستطيع هؤلاء أن يفرضوا رأيهم على أكثرية من المعارضين ولا يستطيع هؤلاء أن يغردوا خارج سرب المعارضة لأنهم بتصرفهم هذا يسقطون إجماعاً معارضاً يمكن أن يحصل فتستفيد منه المنظومة التي يشتكون منها وتبقى متجذرة في إدارة البلد نحو الخراب وهم يعلمون جيداً من هو رأس هذه المنظومة وذراعها التنفيذية.
وما ينطبق على هؤلاء التغييريين ينطبق أيضاً على النواب العشرة الذين اقترعوا في الجلسة الرئاسية بورقة كتبوا عليها اسم لبنان، فنحن لا نشكك بولائهم للبنان ولكن ما هي الاستفادة من طريقة التصويت هذه؟
طريقة التصويت هذه إن دلت على شيء فهي تدل على تردد في الخيار وعلى إعطاء إشارة للخصم السياسي أن الفريق المعارض والموصوف بالسيادي مقسوم على نفسه وأن بعضاً منه يمكن أن يكون وسيلة لبازارات سياسية وأسوأ ما في هؤلاء هو محاولة التذاكي والقول بأنهم يفتشون عن برنامج لمرشح والسؤال هنا أليس للنائب ميشال معوض برنامج؟ ألا يعرف المصوتون للبنان ونواب التغيير أين هو موقع ميشال معوض؟ وبصراحة عن أي برنامج يتحدثون وكل الخطوات التنفيذية مرتبطة بالحكومة التي ستشكل بالاتفاق بين الرئيس العتيد والرئيس العتيد المكلف.
التغييريون والمصوتون للبنان ألا يريدون دولة قوية صاحبة قرار وتفرض سيادة القانون؟ ألا يريدون سلاحاً شرعياً واحداً في لبنان؟ ألا يريدون علاقات ممتازة مع دول العالم وتحديداً مع الدول العربية وفي مقدمها السعودية والإمارات؟ ألا يريدون الخلاص من النهج المدمر القائم حالياً في الحكم؟ ألا يجسد ميشال معوض كل هذه التطلعات؟
في الحقيقة يبدو التغييريون والمصوتون بورقة لبنان وكأنهم أحصنة طروادة من دون أن يدروا وربما البعض منهم يدري وقد كلف نفسه أن يلعب هذا الدور لغاية في نفس يعقوب.
هؤلاء عليهم أن يتعظوا مما حصل وأن يلبوا تطلعات ناخبيهم وأن يكونوا صادقين تجاه العناوين والمبادئ التي أطلقوها في الانتخابات والتي على أساسها اقترع المواطنون لصالحهم هؤلاء إما لبنانيون حقيقيون وإما هم فقط لبنانيون على الورق.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” | يحقّ لنا أن نسأل | رابطة الدم في الجيش أقوى من كل الروابط |