مؤشرات إيجابية لولادة الحكومة… والتركيز على آلية تعيين البدلاء
كتبت ميرنا الشدياق لـ “هنا لبنان”:
يبدو أن العراقيل التي وضعت في مسار التأليف الحكومي يُعمل على تذليلها مع عودة النقاش حول إجراء تعديلات وزارية قد تطال ثلاثة وزراء كحد أقصى، في حين بدأ الوقت يضغط والترقب سيد الموقف بانتظار أن ينعقد اللقاء بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي فور نضوج الأمور لوضع اللمسات الأخيرة على التأليف.
وفي هذا الإطار كشفت مصادر مواكبة لعملية تأليف الحكومة لموقع “هنا لبنان” أن المخاض العسير لهذا الملف أصبح في طريق النهاية وذلك إذا ما صفت النوايا وتم التعاطي مع الموضوع بما يحفظ مصلحة لبنان في أن تكون لديه حكومة كاملة الأوصاف تحسباً لحصول فراغ في الموقع الرئاسي الأول تتولى صلاحيات رئيس الجمهورية.
وعُلم من المصادر نفسها أن الاتصالات تتوالى بين بعبدا والسراي ويقوم بها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، ويتم في خلالها تبادل أفكار ومقترحات يمكن أن تشكل قاعدة لحل مستدام يؤدي إلى ولادة الحكومة.
وإذ نفت المصادر ما يحكى عن عودة تمسك رئيس الجمهورية بالصيغة الثلاثينية للحكومة، أكدت أن العمل جار على صيغة الـ 24 معدّلة وقد تشمل أكثر من وزيرين. ولفتت إلى أن كل المؤشرات تدل إلى أن هناك أملاً بأن تسفر الاتصالات عن نتائج إيجابية قبل نهاية الأسبوع أو مع بداية الأسبوع المقبل.
وأشارت المصادر إلى أنه ما لم يتم التفاهم حول الصيغة الحكومية الجديدة فإن الملف الحكومي سيُطوى حتى إشعار آخر. واعتبرت أن الأفكار المطروحة التي قوبلت بإيجابية من بعبدا والسراي تشكل الفرصة الأخيرة. علماً أن الصيغة التي يُعمل على إقرارها تراعي مطالب رئيس الجمهورية من جهة والرئيس المكلف من جهة أخرى مع العلم أن نجاح تمريرها مرتبط بالتجاوب معها.
وشددت المصادر على أن كل ما قيل عن شروط وضعت ورُفضت ولا سيما تلك التي حكي عنها مؤخراً من تعيينات وغيرها من الشروط أصبحت وفق هذه المصادر خارج البحث حالياً لأن التركيز قائم على تركيبة الحكومة والتوافق بين الرئيسين عون وميقاتي على من سيبقى من وزراء من الحكومة الحالية ومن سيتبدل وآلية تعيين البدلاء، وهنا كشفت المصادر أن موضوع التبديل قد يشمل بعض الوزراء خصوصاً إذا تمسك كل فريق ممثل في الحكومة بأحقية تبديل وزير بآخر من حصته الوزارية.
إلا أن المصادر نفسها رأت أن المحاذير تبقى قائمة في هذا السياق لدى البحث في التفاصيل نظراً إلى أن بعض النقاط المطروحة تستدعي تواصلاً يتجاوز الرئيسين عون وميقاتي، وفُهم أن العدد الأكبر من الوزراء باق في منصبه انطلاقاً من قربه الوثيق بكل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف.
الإتصالات في الساعات المقبلة كفيلة برسم ما ستؤول إليه الأمور في الملف الحكومي بعد أن انتظر اللبنانيون عودة الرئيس المكلف من نيويورك خصوصاً أن العبارة التي قالها بعد لقائه الرئيس عون قبل سفره “مرة الجاية رح نام هون حتى تشكيل الحكومة” قد حملت أكثر من معنى وتفسير، فهل تصدق المعلومات هذه المرة ويكون للبنان حكومة كاملة الأوصاف الأسبوع المقبل؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
حراك دبلوماسي تجاه لبنان مستفسراً ومحذّراً… | هل تقرّ موازنة 2024 والزيادات الضريبية بمرسوم حكومي؟ | ﻣﻌﺮض ﻟﺒﻨﺎن اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻜﺘﺎب 2023: رسالة صمود وتكريس لدور لبنان الثقافي |