التشكيل يتأرجح بين شروط باسيل ورفض ميقاتي.. حزب الله لتخفيف الشروط والحكومة قبل 31 الجاري
كتب طارق وليد لـ “هنا لبنان”:
أراد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الإفادة من تشكيل الحكومة للإتيان بوزراء “متطرفين” في التفاوض يمكنهم أن يقفوا بوجه رئيس الحكومة في المرحلة المقبلة في حال حصول فراغ رئاسي إذا تعذر انتخاب رئيس. لقد نجح حزب الله الذي يريد حكومة في إسقاط شروط ومطالب باسيل ومنها التوقيع على التشكيلات الدبلوماسية وعلى التعيينات في حاكمية المركزي، وقيادة الجيش ورئاسة مجلس القضاء، والتوقيع على مرسوم الجنسية، وعلى مرسوم ترقية وترفيع ضباط دورة 76، وغيرها من المطالب. فبعدما تدخل الحزب مع باسيل لحمله على التخلي عن مطالبه وشروطه قبل أيام من انتهاء الولاية، حصر باسيل مطالبه بتغيير الوزراء المسيحيين أي حصة الرئيس ميشال عون والتيار. عندها رفض ميقاتي بعدما تناهى إليه أن باسيل يريد الإتيان بأشخاص “أقوياء” يصعب التعامل معهم يمكنهم مواجهته. وأبلغ ميقاتي الحزب الذي توسط في الأمر أنه لا يريد تشكيل حكومة جديدة ولا يريد تغيير التوازنات السياسية في الحكومة الحالية ولا يريد التوقيع على تشكيلات وتعيينات ومرسوم التجنس قبل أيام من نهاية العهد، جل ما يوافق عليه هو تغيير ثلاثة وزراء لأنه يريد تعويم حكومته الحالية وليس تشكيل حكومة جديدة.
لذلك فإنه يوافق على تغيير وزير المال يوسف خليل بالنائب السابق ياسين جابر بناء لطلب الرئيس نبيه بري، وأمين سلام بنائب من عكار وعصام شرف الدين بشخصية درزية غير استفزازية ويتولى الأمر الرئيس عون.
وتقول أوساط ميقاتي أن باسيل يريد تعين إدي معلوف النائب السابق الذي فشل في الانتخابات الأخيرة مكان نجلا رياشي (محسوبة على ميقاتي) أو جورج كلاس، وتغيير وزراء مسيحيين: وليد نصار، جوني القرم، زياد مكاري، هنري خوري… ويريد باسيل توزير سليم جريصاتي وأمل أبو زيد وغيرهم…
ويقول ميقاتي “أنا لا أشكل حكومة جديدة ولا يمكن لباسيل أن يسمي المسيحيين. نحن في طور تعويم الحكومة لاستعجال تنفيذ المشاريع الإصلاحية المطلوبة من صندوق النقد والاتفاق على خطة المساعدة والاهتمام بشؤون الناس الحياتية”.
فيما تكشف أوساط الضاحية أن الحزب دخل بقوة على الخط، فأوفد معاون الأمين للحزب حسين الخليل مساء الثلاثاء للاجتماع مع ميقاتي للمساعدة على تسهيل تشكيل الحكومة. وقد أفادت مصادر مطلعة أن تشكيل الحكومة سيتم في الأسبوع الأخير من الشهر الحالي حتى لو انتخب رئيس جديد لأن حكومة ميقاتي المعّومة هي التي ستتحمل مسؤولية المرحلة بعد انتخاب رئيس إلى حين تسمية رئيس لتشكيل حكومة العهد الأولى.
وفي هذا المجال تؤكد أوساط مطلعة أنّ الرئيس ميقاتي هو الأكثر حظاً لترؤس الحكومة الأولى مع ورود اسم نواف سلام الذي وصل إلى لبنان مطلع الأسبوع. ولا بدّ من تشكيل حكومة جديدة، فحزب الله يضغط في هذا الاتجاه وقد يقنع باسيل بالتخلي عن مطالبه وتسهيل التشكيل مع وعد بأن يؤمن له بعض “الامتيازات” في المرحلة المقبلة وفق ما قالت أوساط الحزب. وأبرز هذه الامتيازات الحصول من العهد الجديد على”وعد” بعدم فتح ملفات عهد عون وأبرزها ملفات وزارة الطاقة.
كما يقول وزير سابق من قوى 8 آذار أن الحكومة ستشكل في الربع الأخير من الشهر الجاري. وفي رأيه أن التأخير في التشكيل يعود إلى تباين المواقف والنظرة بين الرئيس ميقاتي والنائب باسيل، فالأخير يريد تغيير الوزراء المسيحيين وميقاتي يرفض، كما يريد باسيل توقيع مرسوم التجنس وميقاتي يعارض كما يعارض إجراء التشكيلات والتعيينات.
ويضيف الوزير السابق أن باسيل يكبر حجر مطالبه في وقت يسعى الحزب إلى التخفيف من مطالب وشروط باسيل، ولكن في الوقت ذاته يحاذر الحزب إغضاب باسيل منه مخافة التداعيات التي قد تتركها مواقفه وربما مواقف العهد على الحزب في الأيام الاخيرة من نهاية العهد. ويحرص الحزب على الاستقرار والهدوء وخروج الرئيس عون من بعبدا بدون اضطرابات بل في أجواء هادئة ومستقرة لأن أحداً لا يتحمل أي مواجهات أو اضطرابات في الشارع. ويختم بالقول: “سيكون لدينا حكومة قبل 31 تشرين الجاري”.