“جريمة” جبران باسيل
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:
يفاجئنا جبران باسيل دوماً. إذا أردنا تجنّب الكتابة عنه، بالسوء طبعاً، يبتكر ألف وسيلة لنكتب عنه من جديد.
في هذه السطور سنتوقّف عند آخر “ابتكارات جبران”. وهي سيئة جدّاً.
أبصر النور منذ أيّام موقعان إلكترونيّان يضمّان عدداً من المحررين والكتاب المنتمين إلى التيّار الوطني الحر. يموّل الموقعان حزب الله. هدف الموقعين ليس دعم الحزب بقدر ما هو تأمين فرص عمل لصحافيّين يدورون في فلكه وفي فلك “التيّار” لجمعهما في مؤسّستين تحت جناحه. وفي وقتٍ يعاني العاملون في موقع “التيّار” كما في محطة OTV من صعوباتٍ ماليّة بسبب تدنّي قيمة الرواتب التي يتقاضونها، سيتقاضى العاملون في الموقعين الجديدين بـ “الفريش دولار”، ما سيدفع “العونيّين” إلى الخروج من مؤسّساتهم الرسميّة إلى مؤسّسات يتحكّم بها حزب الله، ويرغم العاملين فيها على استخدام السياسة التحريريّة التي يريدها، كما المفردات المستخدمة في مؤسّساته.
ويحمل هذا الأمر خطورةً كبيرة، إذ يشكّل وضع يدٍ من الحزب على معظم الواجهات الإعلاميّة لـ “التيّار”، مثل رندلى جبور وغسان سعود وغيرهما، وقد ينتج عنه تغييرٌ في الهويّة الثقافيّة والدينيّة، في وقتٍ يتفرّج جبران باسيل على ذلك كلّه، ويوافق عليه ويساهم فيه، فقط لأنّ حزب الله يؤمّن أموالاً لبعض المحيطين به، ما يخفّف عنه عبئاً ماليًّا.
لقد شهد التيّار الوطني الحر في السنوات الأخيرة تغييراً كبيراً في ذهنيّة بعض كوادره والناشطين فيه. وفي مقابل يمينيّة البعض، مثل ناجي حايك، بات بعض المسؤولين فيه لا يختلفون أبداً في الأفكار وأسلوب التعبير عن كوادر حزب الله. لا تختلف رندلى جبور وغيرها بشيء عن علي مرتضى وغيره.
هو أمرٌ خطير أن يذوب “التيّار” في الحزب وأن تصبح أفكار مناصريه شبيهة تماماً بأفكار مناصري حزب الله. وهذه مسؤوليّة جبران باسيل. هذه جريمته، إن شئنا الدقّة في التعبير.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نهاية الحرب: قريبة أو بعيدة؟ | كيف ستدفع إسرائيل الثمن؟ | هل انتهت الحرب أم بدأت؟ |