الصحة النفسية في يومها العالمي… أولويّة في حياة كل إنسان
كتبت ريتا بريدي لـ “هنا لبنان”:
في اليوم العالمي للصحة النفسية، تُسلّط الأضواء كلّها على مدى أهمية الاهتمام بهذه الناحية في حياة الإنسان تماماً كصحته العامة، بالإضافة إلى عمل الاختصاصيين النفسيين في عالمنا ومرافقتهم لمن احتاجوا للمساعدة في هذا المجال.
ويُحتفل بهذا اليوم العالمي سنوياً في العاشر من تشرين الأوّل/ أكتوبر، والهدف منه التثقيف والتوعية عن الصحة النفسية والعقلية، بالإضافة لتعزيز الوعي في المجتمعات وخصوصاً العربية لمنع جعل المعاناة النفسية من مواضيع التابو وبالتالي لدعم الأشخاص الذين يُعانون من اضطرابات أو أمراض نفسية.
كما ويُقام عدد من النشاطات والمؤتمرات في مختلف الوجهات العالمية التي تصبُّ تركيزها في هذا اليوم على الصحة النفسية.
أمّا شعار هذا اليوم العالمي لعام 2022 فتم اختياره وهو: “جعل الصحة العقلية والرفاهية للجميع أولوية عالمية – Ensuring mental health and wellbeing for all becomes a global priority”.
وللاطلاع أكثر على هذا الموضوع تشرح لموقع “هنا لبنان” المعالجة النفسية سربيل قصير من فرنسا، أنّ أهمية الحفاظ على الصحة النفسية ضروري جداً لأنّ ذلك ينعكس بشكلٍ مباشر على صحة الجسم، إذ يتم ملاحظة أنّ هناك عدد من الأشخاص قد يُعانون من مشاكل صحية نتيجة أزمات نفسية ولكنهم لا يدرون بذلك.
وبالتالي إنّ الناحية النفسية هي ركن أساسي من الجسم، وهي المسؤولة عن منحنا القدرة على النهوض في بداية اليوم والقيام بأعمالنا الاعتيادية، لأنّها تؤثر بشكلٍ مباشر علينا. فمثلاً من يُعاني من اضطراب نفسي لن يتمكن من إنجاز المهام بطريقة اعتيادية طبيعية، سيشعر بالانزعاج، وقد يُعاني من ضربات القلب السريعة، الألم في المعدة نتيجة ما يمرّ به.
أين لبنان اليوم من مفهوم الصحة النفسية؟ وهل لا زال من المُعيب عند بعض الأشخاص التوجه للعلاج النفسي؟
تُشير قصير إلى أنّ لبنان أصبح بمرحلة متقدمة من ناحية هذا الموضوع، خصوصاً بعد انفجار الرابع من آب في بيروت، حيث شهد الوطن على ازدياد في نسبة الأشخاص الذين يُعانون من اضطرابات نفسية بسبب الصدمة التي عاشوها، وتوجهوا للحصول على العلاج المناسب، لذا وجدنا أنّ هناك عدداً كبيراً من الأفراد فهموا وجود هذه الاضطرابات النفسية والحاجة لوجود المعالج النفسي.
ولكن في المقابل، نجد أنّ هناك أشخاصاً لا زالوا يطلبون أن يكون هذا الشيء على العلن، ومصارحة الآخرين بتوجهه عند معالج أو طبيب نفسي، بالإضافة لعدم تقبّل فكرة أخذ الأدوية التي يمنحها الطبيب النفسي للعلاج، فهذا الأمر من التابو عند البعض ومن الصعب أن يتقبلوه.
ويبقى من الضروري توضيح الأمور للجميع، ففي حال أخذ المريض للأدوية لفترةٍ معيّنة في مراحل علاجه النفسي هذا لا يعني أنّه سيستمر في ذلك طيلة حياته، ومن يتوجه للعلاج ممنوع تصنيفه بكلمة “مجنون” أو توجيه اللوم عليه وتحطيمه بالكلمات المؤذية.
ماذا يمكننا القول عن عنوان اليوم العالمي للصحة النفسية لعام 2022؟
تؤيد قصير عنوان اليوم العالمي للصحة النفسية لهذا العام، بما أنّ “الرفاهية” تُساعد كثيراً الأشخاص ليتمكنوا من الاستمرار والتمتّع بالراحة، مع العلم أنّ جميعنا نمر في حياتنا بالكثير من الأمور منها “طلعة” وأخرى “نزلة”، وهذا شيء طبيعي.
وأضافت أنّ الصحة النفسية يجب أن تكون من أولويات المجتمعات على الصعيد العالمي، وكذلك الأمر في كل منزل وداخل كل عائلة، وعند كل شخص مهما كانت ثقافته وعمره، إذ علينا التركيز على الصحة النفسية عند مختلف الفئات العمرية، الأطفال، البالغين وكبار السن.
وتنصح قصير الجميع الانتباه فعلاً لصحتهم النفسية وعدم تجاهل الأعراض التي يُلاحظونها، لأنّ هذا الأمر يؤخر فعالية علاجهم، وبالطبع مع ضرورة التوجه عند المعالج النفسي متى شعر الشخص بالحاجة لذلك.
وقبل الختام، تحية لكل العاملين في مجال الصحة النفسية في هذا اليوم العالمي، ويمكننا التذكير بقول لطبيبٍ نفسي كتبه في إحدى المرّات وانتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً، وفيه كشف أنّه: “غالباً لا يأتي المرضى إلى العيادات النفسية بل ضحاياهم”… وذلك يعني أنّ من احتاج للعلاج النفسي عليه التوجه فوراً وتحقيق ذلك!
مواضيع مماثلة للكاتب:
في اليوم العالمي للشطرنج: فوائده تفوق التوقعات! | “أهذا حقاً في لبنان؟”.. الهايكينغ يكتسح البلدات اللبنانية ويكشف جمالها! | احتفالاً بأسبوع الأصمّ العربي.. ملتقى “أوتار الصمّ” في الشارقة |