نحو تعلمٍ أكثر فعاليّة! جدعون لـ “هنا لبنان”: “تعليمنا لن يتوقّف”
كتب أنطوني الغبيرة لـ “هنا لبنان”:
العام الدراسيّ اللّبنانيّ بدأ في ظلّ ظروفٍ صعبة وتحدّياتٍ كبرى. أمّا نحن نقف مترقّبين بحذر كيفية إستكماله. وبعيداً عن الصعوبات والتحدّيات خطوة إيجابيّة باشر بها المعنيّون للإنتقال الى مرحلةٍ أكثر تطوّراً. فما هي هذه الخطوة، وهل ستؤثّر على إتّباع نظام تعليميّ جديد في لبنان؟
للإحاطة بمعلومات أوسع حول هذا الموضوع تواصلنا في “هنا لبنان” مع الدكتور بيار جدعون مدير كلاسيرا العالميّة في لبنان؛ الّذي أشار إلى أنّ المنصة الوطنية اللبنانية المُقدّمة من كلاسيرا، تهدف أولاً إلى خدمة التلامذة ومن خلالهم خدمة التربية في ظلّ عالمٍ متحوّلٍ نتيجة التطورات العلمية والتكنولوجيّة.
وأردف، “عند إنتقالنا من تعبير التلميذ إلى تعبير التربية نتكلّم عن eco systeme أيّ المنظومة العامة”؛ المؤلفة من الشركاء التربويين – الوزير، الوزارة، المدير العام ومدراء التعليم الثانوي، الأساتذة، الأهل والشركات التي تبيع الأمور التربوية… – الّذين يساهمون بتعليم التلميذ وخدمته للتعلّم.
بينما الهدف الثاني هو وجود لبنان على الخارطة الرقميّة العالميّة، بالرغم من أنّه لا يزال تربوياً بعيداً جداً عن الدول المتقدّمة. هدفٌ ثالثٌ ظهر في السنوات الأخيرة بعد جائحة كورونا؛ إذ أجبرت كورونا الأساتذة على تعليم طلاّبهم عن بُعد، عندها وجدوا أنفسهم يستخدمون بطريقة عفويّة التكنولوجيا لخدمة مادّتهم بأدوات مختلفة وشعروا بأهميتها؛ فالعلم والتعليم والتكنولوجيا قبل كورونا ليس كما قبلها نتيجة خبرة المعلمين والمعلمات!
أشار جدعون أنّ إستخدام الأساتذة للتكنولوجيا يترافق مع نقص في الخبرات، من هنا أتت المنصة لتقدّم خدمات؛ وهي تخدم الصفّ قبل التعليم عن بُعد! وبمعادلة بسيطة طرحها جدعون، عند مرض تلميذٍ ما وغيابه عن الصفّ، كانت بالماضي تتراكم عليه الدروس التي شُرحت في الصفّ؛ اليوم نتيجة وضع LMS نظام إدارة التعلّم – كلاسيرا- يستطيع التلميذ الغائب عن الصف متابعة رفاقه، سواء مع وجود كاميرا تبثّ مباشرةً الصفّ عبر المنصّة أو أقلّه وجود المعلومات المشروحة على المنصّة – كتابةً أي نصّ أو نصّ وصورة، تسجيل صوتيّ، فيديو- ويستطيع التلميذ قراءتها ومشاركة فروضه من المنزل.
مُضيفاً، بالماضي كان المقتدرون من أفراد أو مدارس يستخدمون تقنية المنصّات، أمّا اليوم أصبح إستخدام هذا النوع من المنصات حاجة تربويّة. فلم نعد نستطيع التذرّع بالحالات الطبيعيّة كالثلج، أو بالمرض للتغيّب عن المدرسة وعدم فهم الدرس… “لو كان لبنان جاهزاً قبل كورونا ومع تسكير الطرقات وثورة تشرين لإستخدام التكنولوجيا والتعلّم عن بُعد لما كان قسم كبير من الطلاّب شعر بعبء العام الدراسيّ وقد وصل به المطاف إلى رسوبه”.
وأردف، المنصة من أجل خدمة وإستمراريّة التعليم والتعلّم في حال الطوارئ ومن أجل التطوّر التربويّ العالميّ. نتيجة الأزمات الموجودة في لبنان، التلميذ بحاجة إلى توفّر الكهرباء والإنترنت بحدٍّ أدنى للدخول إلى المنصة، حفظ الدروس على حاسوبه أو هاتفه؛ ومن بعدها يستطيع الدرس Offline أي من دون الحاجة إلى إنترنت أو كهرباء! وهنا تكمن أهمية المنصّة في ظلّ غياب البنى التحتيّة في لبنان، لذا كان هذا الحلّ الأنسب لمواكبة التطوّر والتقدّم الرقميّ العالميّ.
مُشيراً إلى أنّه تمّ تقديم هذه المنصّة كهبة في السنتين السابقتين للدولة اللّبنانيّة، وبين إجراءات قبول الهبة ودراستها وكيفية تطبيقها مرّ الوقت؛ لذا تمّ تمديد الفترة للسنتين المقبلتين. هدفنا إستمرارية التعليم بالعالم، هذه المبادرة عالمية أطلقت في جميع الدول العربية بالتعاون مع جامعة الدول العربية تحت اسم مبادرة تعليمنا لن يتوقف.
ختم جدعون، ليس هدف المنصة الرئيسي تغيير المناهج التربوية ولكن تلقائياً سيتّخذ التعليم منحى تغييريّاً أفضل! مُثنياً، على تفهّم فريق عمل المركز التربوي للبحوث والإنماء، برئاسة الدكتورة هيام إسحاق على أهمية التطور الرقمي للمناهج، لأن المنصة اللبنانية الوطنية تدمج المحتوى الرقمي الذي ينتجه المركز التربوي مع منصة كلاسيرا العالمية للتعليم الذكي من جهة، وعلى تفاعل المدارس من مُختلف أنحاء لبنان والتواصل والتنسيق مع كلاسيرا من جهة أخرى!
من ناحيةٍ أخرى أكّد نقيب المعلوماتيّة والتكنولوجيا في لبنان “جورج الخويري”، على أهميّة التحوّل الرقمي في المجال التعليميّ الّذي يشهده لبنان، خاصةً في ظلّ الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها الأساتذة والتلامذة على السواء.
وإعتبر الخويري أنّ التعلّم عن بُعد أدقّ وأصعب من ذاك الحضوريّ في حال كان جدّياً. ورداً على التساؤلات عن مدى المحافظة على البيانات الفردية أو مدى التأكّد من مصداقيّة التلامذة الّذين يجرون الإمتحان؛ أشار أنّه من خلال تطوّر التحوّل الرقميّ والأمن السيبراني والتقنيات الحديثة -طرق بيوميتريّة، كاميرا، ميكروفون- يمكن المحافظة على نوعيّة التعليم ومصداقية الإمتحان، ونستطيع الإعتماد على وسائل التكنولوجيا للمضيّ قدماً وتطوير العلم والمحافظة على بيانات الأفراد!
وختم الخويري “تعامل الأفراد مع التكنولوجيا لتنظيم حياتهم يجعل من إستخدامها أكثر فعاليّة لتحقيق النجاح المطلوب”.
فاسحةُ أملٍ جديدة رغم كلّ المطبّات التي نعيشها في لبنان، وعلّها تكون هذه البداية نحو جيلٍ جديد أكثر تعلّماً وتثقّفاً لمستقبلٍ تعليميّ هادف.