جلسة الانتخاب الثانية تنتهي قبل البدء.. ومعوّض ماضٍ في معركته
كتبت كارول سلوم لـ “هنا لبنان”:
لن تكون الجلسة الثانية لانتخاب رئيس الجمهورية إلا رقماً يضاف إلى عداد الجلسات الانتخابية المقبلة، وذلك إلى حين انقضاء الأمر وإتمام الانتخاب. هو تفسير أو قراءة لعدد من نواب الأمة، باستثناء أولئك الذين حسموا قرارهم بالفعل ومضوا في دعم رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض.
هذه الجلسة التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، معروفة النتائج مسبقاً: جلسة خالية الوفاض، جلسة قد يفقد فيها النصاب أو جلسة اللا انتخاب، لكن في المقابل هي نفسها التي تعكس التزام قوى المعارضة في خوض الاستحقاق الدستوري بجدية، وفي هذا السياق، يمكن رصد التحرك الذي قام ويقوم به النائب معوض للتأكيد أن مبادرته في مد اليد للقوى التي يتشارك معها الهواجس والمقاربات نفسها مبنية على أسس ثابتة.
وبالنسبة إلى المعارضة فإن اتصالاتها واضحة وصريحة ومواقفها لا تخضع للتبديل، الأمر الذي يمنحها نقاط قوة في المراحل المقبلة، لا سيما أنها صوتت للشخصية التي تتوافر فيها المواصفات المنشودة.
وفي هذا الإطار، ترى أوساط سياسية مطلعة لـ “هنا لبنان” أن ما من سيناريوهات استثنائية في جلسة الانتخاب وخيارات بعض الكتل لم تتبلور بعد والمقصود بذلك أولاً وأخيراً كتلتا التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة ومن يدور في فلكهما، في حين أن كتلة التيار الوطني الحر والتي لولا مصادفة موعد الجلسة في الثالث عشر من تشرين الأول، لكانت بقيت على موقفها بالورقة البيضاء عند الانتخاب أو حتى قررت عدم الحضور، لافتة إلى أن غياب التوافق لا يعني الشروع في التعطيل.
وتفيد هذه الأوساط أنه بإمكان هذه القوى أن تلتزم بتقديم مرشح وتخوض المعركة من خلاله، لكنها فضلت الانتظار حتى وإن كانت توحي في مواقفها المعلنة أنها مدافع شرس عن إجراء الانتخابات الرئاسية، معتبرة أنه في حال كان الأمر كذلك لكانت تبنت مرشحاً على الأقل، لكنها ليست على عجلة من أمرها لارتباط قرارها كما هو معلوم بجملة عوامل محلية وخارجية.
وتعرب عن اعتقادها أن بعض النواب قرر ألا يكشف عن أوراقه ولذلك اتجه نحو التريث وربما يعلن موقفه في اليوم نفسه لجلسة الانتخاب، مع العلم أن هناك من يعتبرها امتداداً للجلسة الأولى كما أن ثمة توقعات بحصول غياب نيابي، وتكشف أن كتلة الاعتدال الوطني أبقت على موقفها لجهة التصويت لـ “لبنان”.
وترى هذه الأوساط أن هناك توقعاً كبيراً في أن تنتهي الجلسة قبل أن تبدأ، أما وفي حال تحقق النصاب وعقدت فإنها ستشهد ارتفاعاً في عدد الأصوات التي ينالها معوض على أن قوى التغيير قررت سلوك منحى آخر بالاتفاق في ما بينها على مرشحها وعدم دعم معوض، مكررة التأكيد أن سلسلة اتصالات أجريت بين النواب قبيل هذه الجلسة.
وتؤكد أن المرشح الحقيقي هو النائب معوض الذي أعلن برنامجه وهو مستمر في معركته، وهذا أمر مبتوت، وتشير إلى أن رئيس المجلس الذي سبق أن أكد أهمية التوافق سيظل يكرر هذه المسألة في كل جلسة انتخاب يتعذر معها إيصال رئيس للجمهورية.
صحيح أن ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية استأثر بالاهتمام المحلي، لكن بمجرد مرور يوم الخميس وما يتخلله فإنه سيتحول تلقائياً إلى حدث حتى وإن لم يخرج بأي إنجاز يتعلق بالاستحقاق الرئاسي.