العميد داوود لـ “هنا لبنان”: مؤشرات الحرب بارزة.. ولهذا السبب انتصر لبنان في مفاوضات الترسيم!
كتبت مريانا سري الدين لـ “هنا لبنان”:
على وقع التهليل اللبناني والعربي بوصول ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل إلى خواتيمه، رفع خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أمس الثلاثاء منسوب الحذر بعدما دعا الأخير إلى “البقاء على يقظة لما هو أبعد وأخطر من الحرب لحين توقيع إتفاق الترسيم”.
وبالتزامن مع ارتفاع الأصوات الإسرائيلية المعارضة لاتفاق الترسيم لما وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو على أنه خضوع للبنان، ويهدد أمن “إسرائيل”، تحدث العميد الركن فادي داوود في حديث لـ “هنا لبنان” عن احتمالية وقوع حرب والإطاحة باتفاق الترسيم، معتبراً أنه “بناءً على المؤشرات الميدانية، لا شك أن ثمة ما يدعو للحذر خاصةً مع ارتفاع الأصوات المعارضة إسرائيلياً ومعها انعقاد مجلس الوزراء المصغر في إسرائيل اليوم الأربعاء ما يُعتبر من مؤشرات الحرب”.
أضاف: “في العادة عندما تريد إسرائيل الذهاب إلى حرب فإن أصواتها بمناورة سياسية داخلية تنقسم إلى قسمين أصوات مؤيدة وأصوات معارضة كي يضللوا العملية العسكرية التي تريد تنفيذها وهذا مؤشر حذر. أما مجلس الوزراء المصغر فدائماً ما تذهب إسرائيل إليه عند حالة الحرب”.
إلّا أنه وبالرغم من هذين المؤشرين، رأى داوود أن “المؤشرين يدعوان للقلق ولكن الضوابط الأميركية (الموقف الأميركي)، لها مصلحة باستخراج النفط والغاز اللبناني وأيضاً هناك مصلحة أوروبية اميركية، فأوروبا بحاجة للغاز، وأميركا سمحت لفنزويلا رغم العقوبات باستخراج وبيع النفط، وسمحت لإيران أيضاً برفع عدد براميل النفط من ٤٠٠ ألف برميل إلى مليون و٨٠٠ ألف برميل، ما يعني أن الغاز اللبناني حاجة دولية تفرض إرادتها على الإسرائيلي لتوقيع اتفاق الترسيم خاصةً مع اتصال بايدن بعون للتهنئة والإشادة بالاتفاق بالإضافة لتصريحات ميقاتي وعون ما يدعو للتفاؤل بوصول ملف الترسيم إلى خواتيمه”.
فهل تحقق انتصار لبنان؟ يُجيب داوود: “بدأت مطالب الإسرائيلي بالخط ١ ومن ثم خط هوف ولكنه قبل في النهاية بالخط ٢٣ أما لبنان فاعتبر أن الخط ٢٩ هو خط تفاوضي وخط ٢٣ خط الترسيم وحقل قانا للبنان وحقل كاريش لإسرائيل، وكل هذه المفاوضات كانت بين لبنان وبين طرف يرفض أصلاً كل الاقتراحات ويصعد فحتى وصل لبنان إلى الصيغة النهائية هذه فيمكننا أن نعتبر أن طرف التفاوض اللبناني حقق كل مطالب لبنان وفي حال توقيع الاتفاق يمكننا القول لحين توقيع الاتفاق أن هذا الملف هو فعلاً انتصار للبنان بناءً على مواقف الرؤساء اللبنانيين”.
وعن الحديث عن استثمار إسرائيل في حقل قانا والاستفادة من عائدات الغاز، قال: “إسرائيل كانت مصرة على أخذ حصة من حقل قانا ولبنان رفض التنازل عن أي حصة في هذا الحقل أما الحل فقد أتى من الشركة المنقبة التي أخذت حصة أرباح لتنقيبها في الحقل، ومن حصتها وطموحها بمشاريع تنقيبية أخرى في الأرض اللبنانية لهذا ارتأت التخلي عن جزء من أرباحها وإعطائه لإسرائيل حتى تنفذ مطالب لبنان كاملة ويمضي على الاتفاق وهذا لا يمس بنا وحقنا أخذناه”.
وختم داوود مؤكداً أن “الاتفاق سيوقع بين لبنان ولبنان لا يحاول أبداً “الخربطة” أما إذا حاول الإسرائيلي “الخربطة” فسيقع تحت ضغوطات أميركية لن يتحملها، فترسيم الحدود اللبنانية- الإسرائيلية حاجة أميركية ملحة تعلو مصلحة الأطراف وردة فعل الدبلوماسية الأميركية التي كانت مهللة هي أكبر دليل”.