“الكوليرا” عنوان المرحلة الصحية المقبلة… هل سنعود إلى الـ Lock Down؟
كتبت ريتا صالح لـ “هنا لبنان”:
بعد ظهور أول حالة “كوليرا” في عكار، وبعد الإعلان عن أول حالة وفاة، بدأت التساؤلات والاستنتاجات والأبحاث تدور في ذهن اللبنانيين، وعادت الهموم تتفشى في العقول، لإيجاد أجوبة واضحة إذا ما كنّا سنعود إلى حياة الإنعزال والانقطاع الاجتماعي، وحبس أنفسنا ودفن حياتنا في المنازل منعاً من التقاط عدوى “الكوليرا”.
علمياً، “الكوليرا” عدوى معويّة حادة تنشأ بسبب تناول طعام أو مياه ملوّثة ببكتيريا الضمة الكوليرية Vibrio Cholerae. وفي المعلومات أيضاً أن فترة حضانة هذه البكتيريا تتراوح بين يومين حتى خمسة أيام ويمكن أن تكون بضع ساعات. بالإضافة إلى أن “الكوليرا” تنتقل عن طريق برازي-فموي عبر استهلاك المياه والأغذية الملوثة، والأيدي الملوثة، الأطعمة النيئة أو غير المطبوخة جيداً. كما وتشير المعلومات العلمية، إلى أن الأفراد من ذوي المناعة الضعيفة والأطفال والمسنون هم الأشدّ عرضة لخطر المضاعفات في حال إصابتهم بالعدوى. وبالتالي، يمكن لهذا المرض أن يؤدي إلى الوفاة نتيجة الجفاف الشديد.
بعد كل المشاكل التي يعاني منها اللبنانيون، وبعد التعافي نسبياً من فيروس كورونا، أتت “الكوليرا” لتزيد “الطين بلّة”، وكأنّ “النحس” رفيق الدرب والصديق الصّدوق للبنانيين!
وفيما تدور التساؤلات والتخوف من زيادة أعداد مصابي “الكوليرا” وانتشاره بوتيرة سريعة، لفتت طبيبة الصحة العامة ميرنا فغالي في حديث خاص لـ “هنا لبنان” إلى أن “الكوليرا” ليست بمرض خطير، وفي حال تعرض الفرد لهذا المرض فهو بحاجة أولاً إلى تلقي العلاج المناسب، وخصوصاً بمتابعة عملية الترطيب ووضع المصل، وذلك لأن الكوليرا تسبب إسهالاً حاداً وخصوصاً عند الأطفال وكبار السن. وأكدت د. فغالي أنه من خلال أخذ الأدوية اللازمة للعلاج واتباع التعليمات الصحية المناسبة يشفى مريض الكوليرا. كما وشددت على أنه إذا مارسنا وقاية جيدة وتنبّهنا لعدم شرب المياه الملوثة وتفادي الأطعمة النيئة التي نشكّ بمصدرها، وإذا تم غسل اليدين بطريقة جيدة وصحيحة قبل الأكل يمكننا تفادي العدوى.
أمّا عن حال الوضع الصحي في لبنان، وعن إمكانية تحمّل المستشفيات الخاصة تداعيات هذا المرض، أوضح نقيب المستشفيات الخاصة الدكتور سليمان هارون لـ “هنا لبنان” أن المستشفيات الخاصة قادرة أن تستوعب أعداد مرضى الكوليرا إذا لم تكن كبيرة جداً، مؤكداً أن الأدوية الضرورية واللازمة للعلاج والأمصال متوفرة في المستشفيات، ولكن ضمن كميات محددة حالياً. وقال هارون أنه على مستوردي الأدوية التنسيق مع وزارة الصحة لمعرفة عدد الأدوية الموجودة لديهم، وما هي النواقص، وذلك لإستيراد الكمية المناسبة للمستشفيات لعلاج جميع الحالات. كما وأكد هارون أن نقابة المستشفيات الخاصة على تواصل دائم مع وزارة الصحة.
من الواضح أن الوضع العام في البلد في تأهّب، كما وأن الوضع الصحي لا يزال في خطر والأمور لم تستعد عافيتها في هذا القطاع والانهيار سيّد الموقف. وللأسف، مشاكل وأزمات لبنان لا تنتهي، وكأنّ “النحس” قد تربع على رأس لبنان وحياة اللبنانيين.
“الكوليرا” وضع صحي يمكن أن يصيب دول العالم أجمع، وكما قد حارب اللبناني فيروس كورونا عبر الوقاية والالتزام بكافة تعاليم منظمة الصحة العالمية، يمكن اليوم أن نواجه “الكوليرا” ونتفادى انتشاره ونتمكن من محاربته بالوعي وتحمّل المسؤولية المطلوبة.
مواضيع مماثلة للكاتب:
الصحة الإنجابية في خطرٍ كبير… لبنان كالصين: ولد واحد لكل عائلة! | القطاع التعليمي في لبنان عالق بين “الردّين” و”المفاوضات” | أحداث الجنوب تربك اللبنانيين.. إلغاء رحلات ورفع للأسعار! |