ثورة 17 تشرين لن تتكرّر.. فهل انتهى الحلم بلبنان جديد؟
كتبت بشرى الوجه لـ “هنا لبنان”:
في الذكرى الثالثة لثورة 17 تشرين الأول، يرى الكثير من اللبنانيين أنّ مسار التغيير سار في الإتجاه الخاطئ، وأنّ من انتخبوا تحت هذا العنوان، قد اندمجوا في أساليب وذهنية الطبقة السياسية السائدة التي طالبوا بتغييرها، وأنّ الحلم بلبنان جديد قد مضى.
فمنذ تاريخ 17 تشرين الأول 2019، وحتى يومنا هذا، لم نشهد أي تغيير، ولا حتى بـ “أبسط” منصب، رغم أنّ الفرصة كانت سانحة أكثر من مرة لو تمّ التعاطي بمسؤولية أكبر وبوحدة موقف.
وقد يكون أكثر ما خيّب آمال الناس هذا العام هو ممارسات قوى “التغيير” بعد انتقالهم من الشارع إلى البرلمان، إذ يقول الصحافي والكاتب السياسي جوني منيّر، إنّ “قوى التغيير دخلت فترة الانتخابات النيابية بحالة فوضى كبيرة، دون تنظيم ووحدة صف، لذلك لا يمكن التعاطي مع نواب 17 تشرين على أنّها قيادة موحدة، وبالتالي كان من المنطق الطبيعي أن تصل إلى مسار فوضوي”.
ويضيف لـ “هنا لبنان”، إنّ “الانتخابات النيابية كانت محبطة لأنّ قسماً من رموز الثورة حاولوا تجييرها لصالحهم، فمنهم من أراد تكوين زعامة شخصية ومنهم من حاول استغلال الموضوع في مسألة الانتخابات الرئاسية، لكنّ هذا لا يعني أنّ الحركة فشلت، بل على العكس، هي ستتخذ مسارًا تصاعديًا وتراكميًا لأنّ ظروف الثورة أو الانقلاب على الوضع الطائفي والذهنية السائدة هو ما يعني تغيير الواقع”.
ورغم أنّ الناس صوتت بنسبة 60 في المئة في الإنتخابات لصالح التغيير، إلّا أنّ كثراً خيّبوا الآمال و”تصرفوا كما تتصرف الطبقة السياسية الحاكمة بأخطائها الكثيرة التي أدّت إلى ما أدّت إليه من تشرذم وتضارب”، يقول منيّر.
لكن في المقابل، هنالك حالة مرسّخة تريد التغيير وتريد الانتقال إلى مرحلة ثانية، بحسب منيّر الذي يقول إنّ “الواقع لم يفشل ولا الفكرة، وهذه الحالة الحالية ممكن أن تتغيّر مستقبلًا، لأنّ الطريق لا يزال في بدايته”.
أمّا الفشل، برأي منيّر، فيكمن في طريقة تعاطي بعض نواب التغيير التي تشبه الذهنية السائدة حاليًا، فهم أثبتوا أنّهم “ليسوا أصحاب قضية بقدر ما هم أصحاب مصلحة ذاتية وأهداف شخصية وأنانية، لكنّ هذا لا يحجب أن هناك نسبة مهمّة من الناس صوتت للتغيير، وأنّ هناك من صوّت بهدف التغيير دون أن يعرفوا الأسماء، وبالتالي هذا يعني أن حالة 17 تشرين موجودة عند الأغلبية الساحقة من الناس”.
لكنّ بالرغم من أنّ حالة 17 تشرين لا تزال حاضرة، إلّا أنّ “لحظة 17 تشرين لا تتكرر بسهولة”، بحسب منيّر، “فهي لحظة تاريخية حدثت لأول مرة في تاريخ لبنان، وحدثت بطريقة عفوية، بغض النظر عن أنها تعرضت لمحاولة شيطنة واتهمت بالتحريك من قبل الغرب، لذلك هي غير قابلة للتكرار مستقبلًا”.
ويختم منيّر: “ثورة 17 تشرين وضعت الحجر الأول لمسار طويل، ولكن هي تحتاج إلى ظروف كاملة، إلى حالة شعبية وتوقيت داخلي ملائم وإلى أمور أخرى كثيرة، لأنّ اللبنانيون ليسوا ثوريّين بطبيعتهم، وهم لا يلجأون إلى الشارع بشكل دائم”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نبيل مملوك.. صحافي تحت تهمة “الرأي المخالف” | استهداف الجيش وقائده في غير محلّه.. “اتهامات سطحية لدواعٍ سياسية” | إسرائيل “تنهي الحياة” في القرى الحدودية.. ما الهدف من هذا التدمير الممنهج؟ |