إنجازان… جسر جل الديب والترسيم


أخبار بارزة, خاص 15 تشرين الأول, 2022

كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان”:

لعل أصدق توصيف لِما حدث في 11 تشرين الأول، هو ما أوردته وكالة “رويترز” من أن “حزب الله أعطى الضوء الأخضر لتوقيع الترسيم.
لم تقل وكالة “رويترز” ما غرَّد به بعض نواب التيار الوطني الحر من أن الرئيس ميشال عون “فَعَلَها”، لأنها تعرف حقيقةً مَن فعلَها، وهو حزب الله الذي من
“استراتيجيته السياسية” أنه “يُربِّح” حلفاءه ويوهِمُهم بأنهم هم مَن حققوا الإنتصار:
عام 2011 أسقط حزب الله حكومة الرئيس سعد الحريري، من مقر الرئيس عون في الرابية وليس من حارة حريك، فانطلق شعار “فعلها” علمًا أن حزب الله هو الذي “فعلها” من خلال اتخاذه القرار وجيَّر إلى العماد عون أن يتصدَّر المشهد.
في إحدى الحكومات سمَّى حزب الله فيصل كرامي وزيرًا من حصته الوزارية، فضمَّت الحكومة خمسة وزراء شيعة وسبعة وزراء سنة، وصوَّر أنه “ضحَّى” علمًا أنه كان يدرِك تمامًا أن فيصل كرامي سيلتزم ما يسير به وزيرا حزب الله.
منذ “غزوة بيروت” في السابع من أيار 2008، أصبح قرار قوى 8 آذار، علنًا ورسميًا في حارة حريك، وتماهت فيه، إلى حدِّ الذوبان في مواقف كل قوى 8 آذار، وكان الحزب يوزِّع “الإنتصارات” ويوهِم حلفاءه أنهم انتصروا فيما الحقيقة مغايرة تمامًا.
يضع حزب الله الخطوط الحمر الممنوع على حلفائه تجاوزها، كما يعطي الضوء الأخضر لقرارات واتفاقات من دون أن يلتفت إلى مواقف حلفائه.
لكن المعضلة في هذا العهد هي محاولة التوفيق بين شعارَي “فعلها” و”ما خلونا”، هذان الشعاران لا يلتقيان: “فعلها” يعني أنه قادر، “ما خلونا” يعني أنه غير قادر . قرِّروا، هل العهد قادر أو غير قادر؟
مسألة ثانية، يُقال إن رئيس الجمهورية استرد ملف التفاوض لأنه هو الذي يوقِّع المعاهدات، وعند دنوّ التوقيع، قيل إن وفدًا هو الذي سيوقِّع!
السؤال هنا: منذ عودة العماد ميشال عون من منفاه الباريسي في أيار من العام 2005، ما هو القرار الذي اتخذه ونجح فيه وحده من دون غطاء من حزب الله؟ أنصاره لا يعجبهم هذا الكلام لأن المكابرة تجعلهم يُحجمون عن الإعتراف بفضل حزب الله عليهم، ربما الاستثناء الوحيد في الإنجازات هو إنشاء جسر جل الديب، علمًا أن الجسر الذي تم تفكيكه لم يكن متصدعًا بدليل أن “شقيقه” أي “جسر الفيات”، ما زال قائمًا إلى اليوم، لكنه فعلها: هدَم جسرًا كان صالحًا، وبنى جسرًا رفض افتتاحه لأن إنجازه تأخر ولأن الجدوى منه لم تكن بالصورة التي رُسِمَت له.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us