ثورة 17 تشرين.. من استقالة الحريري إلى “شلل” ميقاتي!
كتبت مريانا سري الدين لـ “هنا لبنان”:
3 أعوامٍ مرّت على أعظم ثورة شعبية مطلبية عصفت بلبنان، عندما صدحت أصوات اللبنانيين في ساحة الشهداء “ثورة ثورة”، و”الشعب يريد إسقاط النظام” بعدما حاولت حكومة سعد الحريري حينها فرض تعرفة قيمتها 6$ على خدمة “الواتساب” المجانية، لتصبح الشرارة الأولى لخروج أعداد هائلة من المواطنين إلى الشوارع منددين بالقرار الجائر ومتخذين من الشرارة تلك سبباً حتمياً لفتح ملفات السياسيين الفاسدين الذين قتلوا اللبنانيين في الحرب الأهلية وعادوا ليبنوا ثورات هائلة من جيوبهم وعلى دمائهم في السلم.
وما بين 2019 و 2022 محطات كثيرة مر بها الحراك الشعبي وحصد اللبنانيون نتيجته في أشكال مختلفة إن كان سياسياً أو اقتصادياً.
فبعدما التهبت الشوارع في 17 تشرين 2019 للمطالبة باستقالة الحكومة، قدم رئيس الحكومة حينها سعد الحريري ورقة إصلاحات إلا أنها لم تلق آذاناً مصغية لدى اللبنانيين وتم رفضها ما دفع بالحريري إلى تقديم استقالة الحكومة، ولكن الغضب الشعبي استمر في الشوارع وتم قطع معظم طرقات لبنان، للدعوة إلى تشكيل حكومة جديدة من اختصاصيين خارج الإطار الحزبي وبعد أشهر من الأخذ والرد والفشل في تكليف رئيس للحكومة تم تكليف حسان دياب لتشكيل الحكومة أخيراً، إلا أنها كانت بمثابة حكومة تصريف أعمال لم تستطع تقديم أي من الإصلاحات المطلوبة وحتى أنها كانت تعلم بنيترات الأمونيوم التي تسببت بانفجار المرفأ.
التحركات الغاضبة استمرت ولو بوتيرة أقل وتزامنت مع زيادة نسبة التضخم وارتفاع أسعار المحروقات والمواد الغذائية وحتى ربطة الخبز، بالإضافة إلى انقطاع عدد كبير من الأدوية وارتفاع تكلفة الاستشفاء وانهيار كبير في موسسات الدولة الإدارية وحتى الأمنية إذ فر الآلاف من العسكريين والضباط في مختلف الأسلاك العسكرية. كما واعتكف عدد كبير من القضاة الذين انهارت قيمة رواتبهم.
إلّا أنّ الحدث المفجع الذي غطّى على كل هذه الوقفات المفصلية منذ 2019 هو انفجار الرابع من آب 2020 الذي صدم اللبنانيين ودمّر نصف المدينة بيروت، وقتل المئات حتى حوّل الغضب الشعبي والثورة إلى صدمة نفسية جماعية أطاحت بأي أمل متبقٍ للتغيير.
الرعب النفسي الذي عانى منه اللبنانيون تزامن مع إحباط كبير بعدما لملمت السلطة الحاكمة ملف التحقيقات بالانفجار الفاجعة وتعطيل عمل المحقق العدلي في جريمة المرفأ القاضي طارق البيطار، لتنقضي لاحقاً باستقالة رئيس الحكومة حسان دياب لتصبح حكومته حكومة تصريف أعمال ومن بعدها تكليف نجيب ميقاتي بتشكيل حكومة جديدة كان من أبرز أهدافها العمل على إنجاز الانتخابات النيابية التي كانت بمثابة بارقة أمل صغيرة للشعب الثائر حيث حققت الثورة خرقاً تمثل بكتلة نيابية وازنة مؤلفة من 13 نائباً من خارج الطبقة السياسية الحاكمة بالرغم من الانتقادات التي وجهت لعدد منهم من قبل الثوار أنفسهم.
وبعد انتهاء الاستحقاق النيابي تم تكليف ميقاتي أيضاً لتشكيل الحكومة الجديدة إلا أنها لا تزال لحد اللحظة معلقة على حبال السياسة، فيما يغطي ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل المشهد السياسي في لبنان فيما لا تزال الأزمات المالية والاقتصادية مستعرة وإلى مزيد من التفاقم والتضخم المالي إلى ارتفاع أكبر خاصةً مع إقرار موازنة 2022 التضخمية.
مواضيع مماثلة للكاتب:
ليس بلداً عربياً.. هذه الدولة هي الأكثر استثماراً في العقارات في تركيا! | بوتين يحدّث العقيدة النووية.. ماذا يعني ذلك؟ | في ظلّ الحرب.. ما هي أغلى المقاتلات الحربية في العالم؟ |