باسيل لبري: معك مكمّلين!
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:
يملك جبران باسيل قدرةً هائلة على قول الشيء وفعل عكسه. ويملك جمهوره قدرة هائلة على تقبّل كلّ ما يقوم به باسيل. كلّ شيء. فعلاً كلّ شيء.
بنى باسيل حملته الانتخابيّة على الهجوم على رئيس مجلس النواب نبيه بري، بصفته المعرقل لمشاريع التيّار الوطني الحر الإصلاحيّة والكهربائيّة التي كانت لتنقل لبنان فوراً من العالم الثالث إلى العالم الأول، من دون “جميلة” الغاز الذي ننتظره كالسمك في البحر. حصل ذلك في وقتٍ كان باسيل متحالفاً مع بري في أكثر من دائرة.
وأطلق جمهور “التيّار” عبارة “تحالف الطيّونة” على العلاقة التي تجمع بري مع القوات اللبنانيّة، على الرغم من ملاحقة سمير جعجع قضائيّاً وعلى الرغم من الاختلاف الكبير بينهما، انتخابيّاً وسياسيّاً.
وبعد الانتخابات، واصل باسيل هجومه على المعرقلين، وواصل جمهوره الردح إيّاه ضدّ بري، وهو قال، منذ أيّامٍ قليلة فقط، وتحديداً في ذكرى ١٣ تشرين: “معك مكمّلين لنخلّص السدود يلّي وقفت اموالها بـ 17 تشرين. معك مكمّلين لنعمّر معامل الكهرباء بدير عمار والزهراني وسلعاتا يلّي اوقفوا اموالها وزراء النكد. معك مكمّلين لنعمل مرفأ جونيه السياحي وأحواض بناء السفن على شواطئنا”.
ولم تكد تمرّ ساعات على هذا الكلام، حتى رأينا باسيل في عين التينة يتحدّث عن أهميّة الحوار مع الجميع، وخصوصاً مع بري.
رهيب جبران فعلاً. يهاجم ويحاور في الوقت عينه. يبني الجسور مع الجميع، حين يريد، إلا مع سمير جعجع. هناك تُنبش القبور ويُستعاد الماضي وتُطلق الاتهامات. حوارٌ مع الجميع، إلا مع المسيحي الذي يأكل من صحنه. أصلبوه، يكاد يقول.
أما الجمهور فهو مستعدّ للصلب والجلد، ومستعدّ لاعتراض موكب ينقل جثماناً، ومستعدّ لتقبّل زيارة بري والتعاون معه. جمهورٌ يفعل ما يريده الزعيم، “على العمياني”، علماً أنّ جمهور الأحزاب الأخرى ليس أفضل حالاً.
وإذا كان باسيل رفع شعار “مكمّلين”، وهو استخدمه مراراً في “كلمة النصر” في ١٣ تشرين، فالحريّ به أن يقول لبري، بعد زيارة الأمس، “مكمّلين”.
“مكمّلين نسبّك ونتحالف معك”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نهاية الحرب: قريبة أو بعيدة؟ | كيف ستدفع إسرائيل الثمن؟ | هل انتهت الحرب أم بدأت؟ |