الحكومة الجديدة حاجة لـ”الحزب”.. فهل يسحب باسيل شروطه؟
كتبت ميرنا الشدياق لـ “هنا لبنان”:
تتجه الأنظار إلى الأسبوع الأخير لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا وترقب لما ستؤول إليه الأمور حكومياً وما إذا كانت ستبقى الأمور تدور في الحلقة المفرغة نفسها. ملف يتأرجح بين السلبية والإيجابية والوسطاء في حركة مكوكية يسابقون الوقت لبلورة صيغة حكومية نهائية تصدر مراسيمها في القريب العاجل.
وفي هذا الإطار أكدت مصادر سياسية مطلعة لموقع “هنا لبنان” أن الأسبوع المقبل على موعد مع حدثين أحدهما مؤكد، والثاني مرجح ينتظر إتمام تفاصيل أساسية.
بالنسبة للحدث الأول أكدت المصادر أنه يتعلق بإنهاء مراسم ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، ومن المرتقب أن يزور لبنان الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الثلاثاء أو الأربعاء المقبلين لهذه الغاية. وعُلم أنه سيصار إلى التوقيع على الاتفاقية، وتسليم لبنان النسخة الأخيرة التي يتعين التوقيع عليها لكن لم تُحدد بعد الجهة المعنية بذلك، على أن يُعقد اجتماع نهائي في الناقورة برعاية أميركية وأممية. وأعادت المصادر التأكيد أن ما من توقيع مشترك في هذا الملف.
أما الحدث الثاني فهو مرتبط بملف تأليف الحكومة. وهنا لفتت المصادر إلى أن الاتصالات الأخيرة شهدت حركة متسارعة، وقد نُقل عن أكثر من فريق سياسي لا سيما المقربين من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أن الحكومة ستولد قبل نهاية العهد لتسلم إدارة شؤون البلاد في ظل الشغور الرئاسي المرتقب بعد أن اتضح أن لا إمكانية لانتخاب رئيس جديد للبلاد قبل نهاية ولاية رئيس الجمهورية.
ولفتت المصادر إلى أن كل فريق يحمّل الفريق الآخر مسؤولية عدم تأليف الحكومة. فالتيار الوطني يتهم رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي بعرقلة التأليف وبأنه يناور مستغلاً عامل الوقت. في حين أن الرئيس ميقاتي يؤكد أمام مقربين له أنه لو لم يرغب بتأليف الحكومة لما قدم صيغة وأبدى انفتاحه على تعديل حكومي ضمن الحدود المنطقية بالنسبة إليه.
وأوضحت المصادر أنّ فريق الرئيس ميقاتي يقول أن باسيل يريد تغيير ثلاثة وزراء مسيحيين من دون أن يطلع الرئيس ميقاتي على الأسماء مسبقاً بنية إبقائها سرية والإفصاح عنها قبل دقائق من طبع مراسيم الحكومة، كما أنه يرفض منح الثقة للحكومة. وسألت المصادر كيف يمكن أن لا يكون الرئيس ميقاتي على بيّنة من أسماء الوزراء الذين سيكونون في عداد حكومة يرأسها. وكيف يمكن أن لا تُمنح حكومته الثقة من تكتل لبنان القوي الذي يرأسه باسيل.
وكشفت المصادر عن أن الرئيس ميقاتي يشكو أمام المقربين منه عن لجوء باسيل المستمر إلى تبديل شروطه وكلما تم تجاوز عقدة تظهر أخرى غير متوقعة، تارةً بتغيير اسم هذا الوزير أو ذاك، وطوراً برفع سقف شروطه للتحكم بالحكومة الجديدة في ظل الشغور الرئاسي. كل ذلك بسبب خشيته من عدم استجابة الوزراء الحاليين لمطالبه، وعُلم في هذا السياق أن الوزير باسيل يطالب حيناً بتبديل وزير الخارجية وحيناً آخر بتبديل وزير السياحة.
وأفادت المصادر أن الرئيس ميقاتي ينظر إلى ما يقدم عليه باسيل بشكل مريب ما يعطيه دليلاً على أن باسيل يتعمد التعطيل والإطاحة بجهود تأليف الحكومة رافضاً النزول عن شجرة الشروط العالية.
ولفتت المصادر إلى أن الرهان يبقى على ضغط يمارسه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لا سيما أنه أكد مراراً الحاجة إلى حكومة جديدة بسبب خشية الحزب من انعكاسات الشغور على الاستقرارين السياسي والأمني. فهل ستنفع الضغوط في تخفيف سقف الشروط العالية من أجل تشكيل حكومة أصيلة تدير مرحلة الشغور تلافياً للإشكالات الدستورية في ظل حكومة تصريف الأعمال أم ستبقى الاتصالات في إطار “الحركة بلا بركة”؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
حراك دبلوماسي تجاه لبنان مستفسراً ومحذّراً… | هل تقرّ موازنة 2024 والزيادات الضريبية بمرسوم حكومي؟ | ﻣﻌﺮض ﻟﺒﻨﺎن اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻜﺘﺎب 2023: رسالة صمود وتكريس لدور لبنان الثقافي |