كتلة بيضة القبان
كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:
بينهم شيشرون العصر الحديث، وتروتسكي القرن الجديد وعطر الليل وليبانيوس الزيدانية وخليفة أرنستو تشي غيفارا والفيلسوفة السمراء، وحفيد إبن خلدون، والرفيقة سيمون دو بوفوارنا… إنهم أعضاء الكتلة الخارقة للتابوهات، المنتخبون كرد فعل على أداء “المنزومة” (المنظومة الحاكمة) وأحزابها قشّة لفة، من حزب التضامن إلى أكبر الأحزاب الإيرانية العاملة في لبنان. إنهم كتلة من النخب لم ينجب البرلمان اللبناني لها مثيلاً منذ أيام دولة الرئيس حبيب أبو شهلا.
البعض وصفهم بالإستعراضيين، من أول يوم لهم في مجلس الـ 2022، والوصف ملائم.
والبعض وصفهم بالمراهقين، والوصف مناسب أيضاً، مع أن صغيرتهم في الخامسة والثلاثين وكبيرهم تخطى الستين. المراهقة السياسية لا عمر لها، مثل عمر الحب كما غنى محمد جمال، أي أنه لا يعترف بالهوية “قلبك شب بتبقى شب ولو عمرك فوق المية”. ملحم بالستين.
والبعض وصفهم بعديمي الخبرة السياسية. والوصف صحيح. فالخبرة تفترض معرفة وثقى بمدرسة “الإستيذ” والخضوع لدورة نائب متمرن لمدة سنة قابلة للتجديد. بحسب سرعة استيعابهم.
والبعض وصفهم بمجانين العظمة، ولا مبالغة في الوصف، كل واحد منهم يُشعرك في حديثه المتعالي، أن الله خلقه وكسر القالب. ما يعني أن الله عزّ وجل كسر 13 قالباً ما بين العام 1961 و1987.
والبعض وصف ممارساتهم المجلسية ومقارباتهم للإستحقاق الرئاسي بـ “غير الواقعية” وهذا صحيح لأنهم هبطوا على المشهد السياسي من علٍ. من سطح القمر.
لنبقَ في الشأن الرئاسي.
في الجلسة الأولى لانتخاب رئيس الجمهورية تفتقت عبقريتهم على اسم سليم إده. كيف وليش؟ الخبر اليقين عند شيشرون خلف.
في الجلسة الثانية حكى أحد عباقرتهم عن سلة. كانوا ينوون التصويت بالسلّة. لم تنعقد جلسة السلال بسبب فقدان النصاب.
في الجلسة الثالثة، نكاية بإجماع السياديين على ميشال معوّض، إقترعوا للبنان الجديد، ولو استشاروا زياد الرحباني لاستبدل لبنان بـ “أبو الجواهر”.
ما مغزى عدم التصويت لأي مرشح؟ سُئل منظراتي من القادة الثوّار.
أجاب: لأن لا اتفاق بعد على اسم توافقي.
التوافق مع من؟ طبعاً مع “المنزومة”.
في تكتيك كتلة التغييريين المراهقين الفلاسفة العباقرة، أن نوابهم سيشكلون بيضة قبان وذلك بعد تمكنهم من تدعيم صفوفهم بخمسة عباقرة جدد صبّوا أصواتهم للمرشح الواعد لبنان الجديد (والده صخر الجديد أمه برافدا العتر). لبنان الجديد للحرق.
وإلى كتلة بيضة القبّان سيهرع محمد رعد “دخيلك بعرضك بطولك يا شيشرون. يا ليبانوس. يا عطر الليل خلينا نتفق على إسم مقبول منا جميعاً” وإليهم سيعدو جبران كفرس المتنبي “دهماء” وتكون “رجلاه في الركض رجلٌ واليدان يد”. نبيه بري سيطلب رضاهم ورضا الوالدين إذا لزم الأمر، وسمير جعجع من جهته، مدعوماً بأخوانه السياديين، سيوافق على أي مرشح يقترحه المخرج والمرشح الدائم بازوليني الحركة، “واللي بتفصلو رفيق بازوليني منلبسو”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |