الطاقة الشمسية “أظلمت” شتاءً.. والصواعق تنبئ بالأسوأ: احذروا!
كتبت مريانا سري الدين لـ “هنا لبنان”:
في بلد غني بالطاقات والمواد الطبيعية، كان من الصادم أن تنطفئ أنواره ويخيم الظلام على مدنه وقراه بعد عجز السلطة الحاكمة عن تأمين التيار الكهربائي للمواطنين ومراكمة عجز مالي كبير في مغارة وزارة الطاقة. وما زاد “الطين بلّة” هو الأزمة الاقتصادية الخانقة التي عصفت بلبنان وتسببت بانهيار ما تبقى من قطاعات الدولة كافة، ورفع الدعم عن المحروقات، لتتوقف بعدها خدمة كهرباء لبنان التي كانت أصلاً مقننة، حتى بات اللبنانيون تحت رحمة أصحاب المولدات.
وما بين جور الدولة اللبنانية وحكم أصحاب المولدات الذين استغلوا تفلت سعر صرف الدولار في السوق السوداء ليجنوا أرباحاً طائلة وجنونية من الاشتراك الشهري، بات اللبناني أمام نارين حارقتين خاصة في فصل الصيف عندما تزداد الحاجة للكهرباء للتبريد والحفاظ على المواد الغذائية في البرادات حتى عانى كثر من خسارة الأطعمة نتيجة تعفنها، فيما اضطر آخرون ممن عجزوا عن تأمين الخدمة إلى التخلي عنها نهائياً وشراء الأطعمة مثلاً بشكل مقنن ويومي وانتظار أن تشفق الدولة على مواطنيها وتعطي كهرباء الدولة ساعة أو حتى أقل في الـ 24 ساعة.
إلى أن خرقت خدمة الطاقة الشمسية الأسواق وباتت منافساً شرساً لأصحاب المولدات رغم ارتفاع كلفة تركيبها (ثلاثة آلاف دولار مقابل تركيب المنظومة التي تنتج قرابة 10 أمبير من الكهرباء صباحاً و 3 أمبير ليلا) إلا أنها توفر على المواطنين اشتراكات شهرية تبلغ ملايين الليرات.
إلا أنه وبعدما غزت ألواح الطاقة الشمسية أسطح المنازل، سرعان ما تطاير بعضها مع أول شتوة طفيفة في لبنان، فيما يتخوف آخرون من غياب الخدمة في فصل الشتاء عندما تتقلص الساعات التي تكون فيها الشمس حاضرة وتشتد معها العواصف.
من جهته يؤكد مهندس الكهرباء والمختص بتركيب ألواح الطاقة الشمسية لؤي حديفة لـ “هنا لبنان” أنه “عندما يتم تنفيذ العمل بإتقان من خلال تطبيق الطرق الصحيحة للتركيب سواء في تنفيذ وتجهيز تصميم جيد للقاعدة الحديدية والتأكد من التثبيت الجيد للألواح، حينها يمكننا القول بأن مشاريع الطاقة الشمسية بعيدة كل البعد عن أي خطر جرّاء العواصف. بالإضافة طبعاً للتأكد من تركيب نظام حماية من الصواعق”.
وعن غياب الخدمة أو تراجعها في فصل الشتاء، قال: “لأنظمة الطاقة الشمسية حسابات دقيقة ومفصّلة يجب مراعتها عند تصميم وتحديد النظام اللازم لكل منزل، سواء من ناحية عدد الألواح وموقعها والبطاريات اللازمة، ولناحية حجم حاجة كل منزل للإستهلاك الكهربائي. حينها يمكننا تفادي إنقطاع التيار الكهربائي، مع الأخذ بعين الاعتبار تنظيم الاستهلاك المنزلي بما يتوافق مع حجم النظام المركّب”.
وتابع: “يمكن القول بأن أغلب الشكاوى تتعلّق حول فعالية الألواح والّتي تتأثر سلباً بعاملين متناقضين، فكلما ارتفعت الحرارة كثيراً كلما انخفضت فعالية الألواح، كذلك الأمر عندما تُحجب أشعة الشمس لفترات طويلة، بالإضافة لوجوب التنظيف الدائم للألواح وخصوصاً في فصل الصيف”.
وهل تراجع الطلب مع اقتراب فصل الشتاء، يجيب: “بعد الإقبال الكثيف الّذي شهده لبنان بالتوجّه نحو الطاقة كخيار بديل يعوّض غياب كهرباء الدولة وغلاء أسعار كهرباء الاشتراك، شهدنا انخفاضاً ملحوظاً في الطلب على تركيب الطاقة الشمسية، وذلك كون كثر ينتظرون ليروا مدى فعالية هذه الطاقة خلال الشتاء، وهو ما أشرنا إليه في جوابنا على السؤال السابق”.
أما في ما يخص البدائل الأخرى للطاقة الشمسية لتأمين الكهرباء، قال: “نلاحظ إقدام البعض على تركيب توربينات هوائية، ولكن كون لبنان لا يتمتع بسرعة هواء ثابتة وكافية، لا يمكننا القول بأن هذه التوربينات تستطيع تأمين الكهرباء بشكل دائم وعملي في لبنان.”