سرطان الثدي يضرب فتيات العشرين والثلاثين.. “الخبيث” لا يعرف عمراً!
كتبت كريستل شقير لـ “هنا لبنان”:
ورم سرطاني يتسلل إلى الثدي من دون سابق إنذار ومن بعدها تبدأ رحلة الألف ميل في أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء في العالم مع تشخيص نحو 2.3 مليون امرأة كل عام وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أنه تسبب بوفاة نحو 685 ألف امرأة في العام 2020 وحده.
جلجلة تعجز الكلمات عن وصف معاناتها ففجأة ترى المرأة نفسها في صلب معركة شرسة، التراجع فيها انكسار والمضي قدماً لا يخلو من التحديات والصعوبات إذ إن السرطان ومهما اختلف نوعه معناه المعاناة حتى الموت.
لا يعرف الخبيث عمراً ولو أن أكثر الحالات تسجل في عمر متقدم، ففي لبنان والدول العربية فور بلوغ الأربعين عاماً يطلب من المرأة صورتان شعاعية وصوتية سنوياً كإجراء روتيني يساعد على الكشف المبكر عن سرطان الثدي إن وجد فيما يرتفع معدل العمر إلى الخمسين في الدول الأوروبية.
بطبيعة الحال ثمة عوامل محددة تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، مثل التقدم في العمر والسمنة ووجود تاريخ عائلي للإصابة، والتعرض للإشعاع في وقت سابق، ناهيك عن التدخين الذي يسبب مختلف أنواع السرطان. أما أن تسجل حالات وتكثر بين شابات في العشرين والثلاثين عاماً فهذا واقع يستدعي التوقف عنده.
وبحسب رأي اختصاصيين في طب الأورام السرطانية يتابعون عشرات الحالات، قد تلعب الوراثة دوراً في الإصابات المبكرة بسرطان الثدي والتي بدأت تكثر في سن الثلاثين والأربعين لكنها ليست العامل الوحيد في ذلك مع التشديد على ضرورة المواظبة على إجراء الفحوصات الطبية اللازمة وعدم التغاضي عن أي تغيّر يطرأ في الجسم لا سيما في منطقة الثدي من رصد أي ورم مشبوه أو تغيير في لون البشرة. كما ويجمعون على تطور الحالات التي باتت تصلهم بسبب التكاليف الباهظة.
الأخصائي في أمراض الدم والأورام الدكتور جوزيف مقدسي وفي حديث لـ “هنا لبنان” يشير إلى أنه وفي السنوات الأخيرة ارتفعت نسبة المصابين تحت عمر الخمسين إلى الأربعين في المئة وغياب أي سجل للرصد السرطاني يحول دون تحديد العامل الأساسي وراء ذلك فنعود فوراً إلى الدراسات وآخرها أجريت عام ٢٠١٦.
وفي لبنان يتحدث د. مقدسي عن غياب التشخيص الدقيق للحالات فوق الثمانين باعتبار أن العمر متقدم ولا داعي للدخول في هذا المعترك.
وعن عامل الوراثة فهو بطبيعة الحال أكيد لكن لا يمثل سوى ١٥٪ من الحالات وذلك يحتاج إلى فحوصات محددة لتأكيد العامل الوراثي وتحديد التشوه الجيني.
ويختم د. مقدسي مؤكداً ارتفاع حالات سرطان الثدي في العالم كله وليس فقط في لبنان.
جمعية “وعينا مواجهة” faire face” من بين جمعيات عدة تتابع حالات مرضى سرطان الثدي وفي تواصل مع أحد أفرادها تؤكد أنه في الفترة الأخيرة ونتيجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، يرصد ارتفاع في عدد الإصابات وهي بحالة متقدمة ما يعني علاجاً أصعب وبكلفة أكبر كما ويسجل ارتفاع في الإصابات بصفوف الفتيات بين العشرين والثلاثين عاماً بحدود الـ 30 % تقريباً ليبقى العمر الأكثر عرضة بين الـ 40 و الـ 55 عاماً.
ويعتبر تشرين الأول، شهر التوعية بمخاطر مرض سرطان الثدي حول العالم، ويتخذ اللون الزهري أو الوردي كشعار من أجل التوعية بمخاطر المرض وفيه يزداد إقبال النساء على الفحص وعلى كل امرأة تتقدم لهذا الفحص، الاستعداد نفسياً للنتيجة التي قد تكون سليمة، أو تحتاج متابعة أو تؤكد وجود ورم.
وفي كل هذه الأحوال، فإلإقدام على إجراء الفحص شجاعة وتقبل النتيجة قمة الشجاعة.
أخيراً، صحيح أن النساء هم عرضة لهذا النوع من السرطان، لكن هذا لا يعني أن الرجال ليسوا معرضين، فهناك رجل مصاب بسرطان الثدي من بين كل 100 حالة إصابة بين النساء، بحسب ما ذكرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
مواضيع مماثلة للكاتب:
قمة “إجماع عربي” في الرياض.. ولبنان سيحضر في البيان الختامي! | الجيش خط أحمر.. سور كنسي يحمي القائد! | “المجاري” تغزو الساحل.. روائح كريهة تخنق المواطنين وتهدد حياتهم! |