في أيامه الأخيرة.. العهد العوني يخالف أوامر نصرالله ويخرج الترسيم البرّي مع سوريا من الدرج!
كتبت يارا الهندي لـ “هنا لبنان”:
أيام تفصلنا عن التوقيع الرسمي لاتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. التحضيرات أصبحت شبه مكتملة، وبعد هذا الاتفاق التركيز منصب في هذه الأيام على الترسيم البحري مع سوريا وقبرص، الذي كثر الحديث جديًا عنه.
إلا أن الترسيم البري الذي أعاد العهد العوني التداول به لم يأخذ حقه بشكل كاف، ومرّ مرور الكرام وتم فصله عن الترسيم البحري، فضلاً عن أن الترسيم البري يعيد إلى الأذهان قضية مصير مزارع شبعا وهويتها، أكانت لبنانية أم سورية.
للمزيد من التفاصيل عن هذا الملف، يؤكد الصحافي ابراهيم ريحان لـ “هنا لبنان” أن السيد حسن نصرالله قطع الطريق على ملف الحدود البرية، بخطابه في حزيران وقال كلمة مرت مرور الكرام، مفادها أن الحدود البرية مرسّمة أصلًا، والقرار ٤٢٥ يدعو إسرائيل إلى الخروج فورًا من الأراضي اللبنانية المعترف بها دوليًا. ويلفت ريحان إلى أن نصرالله استند إلى ذلك القرار للقول أن الحدود مرسّمة ليتفادى ترسيم مزارع شبعا المتنازع عليها.
وهناك سيناريوهان إذا تم ترسيم مزارع شبعا وحُددت هويتها أكانت سورية أم لبنانية:
أولاً: الأميركيون أبلغوا اللبنانيين أنه إذا كانت مزارع شبعا لبنانية بالترسيم، يضمنون انسحاب إسرائيل منها.
ثانياً: إذا كانت أراضي شبعا سورية، لا علاقة للبنان بهذا الموضوع.
ويشير ريحان في حديثه إلى أن ترسيم الحدود البرية كان في صلب اتفاق الإطار الذي وضعه رئيس مجلس النواب نبيه بري مع الاميركيين وتحدث عن تلازم الترسيم البري والبحري. وما حصل هو أن نصرالله قطع الطريق على ملف الترسيم البري وفرّغ مضمون اتفاق الإطار من معانيه، ليبقى لديه حجة للإبقاء على السلاح، فضلاً عن أن لا مصلحة لنصرالله بتحديد هوية مزارع شبعا.
فالنقاط المتنازع عليها بالبر، بحسب ريحان، ليست كبيرة وهي أسهل بكثير من الترسيم البحري.
ولكن بدعة الترسيم البحري من دون الترسيم البري هي مقدمة لمرحلة من “الفظائع”، خصوصًا وأن لبنان في اتفاق الترسيم، اعتمد خط الطفافات على مسافة ٧ كلم بالبحر ومن هنالك انطلقت الحدود. فهذه الكيلومترات السبعة، إذا تغيرت وذهبت لناحية إسرائيل سنشهد دمارًا بالحدود البحرية وستتغير بأكملها.
إذ بحسب الأعراف الدولية، يشير ريحان إلى أن الترسيم البحري يبدأ من نقطة بريّة، بينما في لبنان ينطلق من آخر خط الطفافات، أي منقلب المياه.
مواضيع مماثلة للكاتب:
ميقاتي وصفقة المليار يورو… على “ظهر اللبنانيين” | قنبلة الذوق الحراري: مواد كيميائية تنذر بكارثة جديدة في لبنان! | “دورة خفراء في الجمارك” تثير الجدل مجددًا… فهل يتم إقصاء المسيحيين من وظائف الدولة؟ |