فضائح التغييريين تتوالى…”تخبيصات” بالجملة ومفاوضات من تحت الطاولة!
كتبت صونيا رزق لـ “هنا لبنان”:
“في كل عرس إلهن قرص” هذا المثل الشائع ينطبق تماماً على نواب التغيير، الذين لا يفهمون على بعضهم ولا أحد يفهم عليهم، لأنّ “التخبيص” السياسيّ قائم بقوّة في ديارهم، لا توافق ولا انسجام بل كلٌّ يغنّي على ليلاه، حتى وصلوا إلى التشتّت والخلافات والإنقسامات، إذ وفي كل جلسة انتخابية للرئيس يختار نوّاب التغيير فجأة شخصية على ذوقهم، من دون أن تكون مرشّحة لهذا المنصب، تحت عنوان أنّهم يختارون المرشح الوسطي، وفي آخر جلسة أي يوم الاثنين الماضي وقع اختيارهم على الباحث والأكاديمي عصام خليفة فأعطوه 9 أصوات، إضافة إلى صوت النائب أسامة سعد، علماً أنّه سبق لخليفة أن أعلن أنه غير مرشح للرّئاسة، فانضمّ إلى قافلة مَن أسماهم تكتل التغيير أي سليم إدّه وصلاح حنين.
إلى ذلك ووسط هذه المشاهد العشوائية التي يقومون بها، منذ وصولهم إلى المجلس النيابي ليل 15 أيّار الماضي وحتى اليوم، تراكم فشلهم من استحقاق إلى آخر، آخره ما جرى في اللجان النيابية مع سقوط النواب التغييريين ملحم خلف وبولا يعقوبيان وإبراهيم منيمنة وحليمة قعقور، سبق ذلك بيوم واحد خلاف كبير على خلفية مَن سيُمثل التكتل في عشاء السفارة السويسرية، حيث رفض القسم الأكبر منهم تمثيله بالنائب ابراهيم منيمنة، لكنّ إلغاء العشاء أتى لصالحهم بعد الخلافات التي توسعّت في ما بينهم.
بعدها سارع النائب ميشال الدويهي إلى الانسحاب من التكتل، وتبعه قبل يومين النائب وضاح الصادق، والحبل على الجرّار على ما يبدو، بحيث سينقسم “الرفاق التغييريون” قريباً إلى كتلتين، وربما أكثر تبعاً لحجم الخلافات المرتقبة، والتي أظهرت بأنّ كل واحد منهم يتمسّك باتّجاه سياسي معين، يتوزّع بين فريقي الممانعة والمعارضة، إذ يلتقي البعض منهم حزب الله من تحت الطاولة، والبعض الآخر يجتمع مع الحزب “الاشتراكي”، فيما آخرون مع سياسة السفير السعودي وليد البخاري، وأحدهم مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وإحداهنّ تتنقّل بين فريق المعارضة بالسرّ، وإلى ما هنالك من اتجاهات سياسية مخفية تتماشى مع مصالحهم الخاصة.
مع العلم بأنّ وصولهم إلى المجلس في منتصف أيّار الماضي، شكّل انتصاراً بالنسبة لناخبيهم الذين اعتقدوا حينها بأنهم خرقوا المنظومة الحاكمة، فاستبشروا خيراً، لأنّهم أوصلوا هذا العدد إلى المجلس النيابي، بعد أن شارك هؤلاء في “ثورة 17 تشرين”، لكن النتائج جاءت مغايرة، فسقط رهان البعض ليربح رهان آخر، إلى أن بدأت الاستحقاقات تتوالى، ومن ضمنها انتخاب رئيس المجلس النيابي ونائبه، وتسمية رئيس الحكومة المكلف، وعندها بانت الحقائق وظهر التشتت بقوة.
إلى ذلك ينتقد نائب معارض خلال حديث لموقع “هنا لبنان”، مفضّلاً عدم الكشف عن اسمه كي لا تتوالى الردود عليه، سياسة هؤلاء النواب قائلاً: “لا نعلم حقيقة ماذا يريدون”؟ فحتى داخل غرفهم المقفلة لا يتفقون على أيّ ملف، إذ يبحثون دائماً عن أسماء مغمورة ليصوّتوا لها، وبهذه الطريقة قاموا بتفويت فرص انتصارنا كمعارضة في المعركة الرئاسية، من خلال حجب أصواتهم للنائب المرشح ميشال معوض، ممّا يعني أنّ عدم تجاوبهم مع الفريق المعارض، سيكون بمثابة هدية تقدّم على طبق من فضة إلى محور الممانعة، فيما المطلوب الابتعاد عن النكايات السياسية وعدم البحث عن المنافع الخاصة، وتحت الحجة المعروفة بأنهم لا يريدون أن ينجرّوا إلى إصطفاف سياسي، يعتبرونه جزءاً من المنظومة السياسية، لذا يفضّلون البقاء ضمن خط متميّز بين فريقي النزاع، معتبراً بأنهم السبب في عدم وصول مرشح سيادي إلى بعبدا.
في غضون ذلك علم موقع “هنا لبنان” من مصادر النائب وضاح الصادق، بأنّ تكتلاً جديداً في طريقه إلى ساحة النجمة، سيضّم عدداً من النواب التغييريين خصوصاً الدويهي والصادق اللذين تركا التكتل، بالإضافة إلى نواب مستقلين يحملون التوجّه السياسي عينه.