باسيل والخسارة المزدوجة وأقنعة “الهالووين”
كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان”:
مَن يدقق في وجوه “العونيين والباسيليين” الذين خيَّموا في أحراج قصر بعبدا، من وزراء سابقين ونواب حاليين وكوادر، يتذكَّر أننا كنا في ليلة الهالووين:
وجوه اصطناعية، ضحكات غير عفوية ،”المهم أن يراني جبران”، لكن مَن يدقق في وجه جبران، يكتشف أنه الحزين الوحيد بعدما سقطت كل رهاناته.
جبران باسيل اليوم هو كميشال عون ليل 12 تشرين الأول 1990، الجميع كانوا في زهو إلا هو، عرف متأخراً جدًا أن كل رهاناته سقطت: لا رئاسة، لا استمرار في قصر بعبدا، ما كُتِب قد كتِب وقضي الأمر.
اليوم يكتشف جبران باسيل أن كل رهاناته سقطت:
فشل في أن يكون رئيسًا للجمهورية.
فشل في أن يفرض حكومةً يحكمها هو.
فشل في إقالة قائد الجيش وحاكم مصرف لبنان ورئيس مجلس القضاء الأعلى.
فشل في أخذ تحقيقات الطيونة في الإتجاه الذي يرضي غروره وطموحاته.
ليس تفصيلًا أن يخرج الرئيس عون من قصر بعبدا وأن يبقى قائد الجيش العماد جوزيف عون في اليرزة، وحاكم مصرف لبنان في مصرف لبنان، وسهيل عبود في مجلس القضاء الأعلى! الخيبة مزدوجة، لدى الرئيس عون ولدى صهره جبران باسيل الذي سُمِع أكثر من مرة يقول لمسؤولين رفيعي المستوى:
“الله لا يخليني إذا بخليك”، لم يستجِب الله له! “خلَّى الآخرين ولم يُبقِه”.
جبران باسيل، وهو واقف بين أنصاره والخِيَم التي نُصبَت في أحراج قصر بعبدا، كان يفضِّل ألف مرة أن يكون داخل القصر، من أن يكون خارج أسواره، لكنه يحاول التعويض عن خسارته بسماعٍ أصحاب وجوه “الهالووين” ينادونه، تملقًا، “فخامة الرئيس”.
يستحضر كيف انهار سيناريو تركيب حكومة على قياسه، من خلال إضافة ستة وزراء دولة إلى الحكومة الحالية، يكون ثلاثة منهم من أنصاره وممن خسروا في الانتخابات النيابية، فأراد تعويض خسارتهم بتسميتهم وزراء، كالنائب السابق إدي معلوف والنائب السابق أمل أبو زيد، وثالث ممن منحوا أوسمة.
أحد أكبر هواجس جبران باسيل هو مرحلة ما بعد عهد الرئيس ميشال عون، لن يعود يأمر فيُطاع، لن تكون الأجهزة أو أحد الأجهزة “خاتمًا في إصبعه”، لن يكون بمقدوره استدعاء طامحين إلى اللقلوق وجعلهم ينتظرون طمعًا بمنصب.
لكل هذه الأسباب مجتمعةً، جبران باسيل حزين، لأن رهاناته سقطت، أما نشوة النصر عند الآخرين، فيومٌ ويمر.
في ظل كل هذا الصخب، هل مَن سمع ما جاء في عظة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، عن توصيفه للعهد، حيث قال: “لم يكن عهده سهلاً، بل محفوفاً بالأخطار والظروف الصعبة. فكان لبنان وسط محاور المنطقة وصراعاتها، وعرف أسوأ أزمة وجودية في تاريخه الحديث”.
ولكن … “مكملين”!
مواضيع مماثلة للكاتب:
هل سقطت معادلة “الشعب والجيش و… إيران”؟ | راقبوا الميدان… الحرب في بدايتها | لبنان أمام عشرة أسابيع حاسمة |