“قبيحة، ختيارة، سودة”.. التنمّر الإلكتروني في أبشع توصيفاته: مجرمون خلف الشاشات!
كتبت بشرى الوجه لـ “هنا لبنان”:
يجلس الكثير من أفراد المجتمع خلف شاشاتهم، يتنقلون بين صفحات مواقع التواصل الإجتماعي، يترصدون الأخبار والصور التي تُنشر، ويتفنّنون بكتابة التعليقات السلبية والمسيئة، غير آبهين بتأثير كلماتهم على نفسية “ضحيتهم”.
فلا يكاد ينشر خبر مثير للجدل، أو صورة لمشهورٍ، أو حتى منشور عادي على تلك المواقع، حتى ينهال، بدون أي سبب منطقي، سيل من العبارات الناقدة والأحكام البعيدة في معظم الأحيان عن أي رؤية موضوعية.
كل هذا يحصل تحت مسمى “حرية الرأي والتعبير”، بلا رقابة ودون الوصول إلى طريقة للحد من خطورة هذه “الحريّة” المؤذية أو تعقب مرتكبيها، الذين في حالات عدّة يحملون أسماءً وهمية.
ملامح هيفاء وهبي “الصادمة” كانت الشغل الشاغل للبنانيين لهذا الأسبوع: “عمليات التجميل شوّهت وجه هيفا”، “ختيارة”، “قبيحة، “ذكّرتنا بصباح قبل ما تموت”.. فحتّى الأموات لا تسلم من كلمات المتنمّرين!
قد يكون الفنانون والمشاهير اعتادوا على هذا الكم من الردود غير اللائقة، على عكس الأشخاص العاديين الذين يتأثّرون أكثر بما يُكتب داخل هذا الفضاء الواسع.
“سودة، صوتك بقرّف، وفاشلة بشغلك”، هذه واحدة من تعليقات سلبية كثيرة كانت تصل لـ أليس (اسم مستعار) عندما كانت تعرض مقاطع فيديو لها أثناء قيامها بطلاء وتزيين الأظافر على موقعي “إنستغرام” و”تيكتوك”.
تقول “أليس” لـ “هنا لبنان”: “بكيت مرّات عديدة بسبب بعض التعليقات، وشعرت أنه من الأفضل لي أن أتوقّف عن نشر الفيديوهات، وأن أعمل دون عرض ما أقوم به، لأنّ الأمر أذاني نفسيًا كثيرًا”.
في هذا السياق، توضح الأخصائية النفسية والإجتماعية لانا قصقص أنّ التنمّر الإلكتروني أصبح شائعًا في الزمن الذي بات فيه الأشخاص يقضون معظم أوقاتهم على “السوشال ميديا”، وأصبحت الناس تتأثر بشكل سلبي أكثر ممّا نتوقع، لأنّهم ينشرون الصور والكتابات وينتظرون كيف سيتم الردّ عليها، فأي تعليق سلبي سيؤثر مباشرة على الشخص، خصوصًا إذا كانت ثقته بنفسه متدنية أو إذا كانت لديه مشكلة مع أمرٍ معيّن يتعلّق به.
وتقول لـ “هنا لبنان”: “قد يتوقّع المشاهير أكثر من غيرهم التعرّض للإنتقاد، لكن هذا لا يعني أنّهم لا ينزعجون أو يتأثرون نفسيًا بشكل سلبي”، وتضيف: “المشكلة أن الأشخاص يكوّنون صورة ذاتهم وثقتهم بأنفسهم من خلال من يعلّقون ومن خلال رسائلهم لهم، أي أنّهم يرون أنفسهم من “عيون الآخرين”، لذلك نجد أنّ معظم الأشخاص ينشرون أجمل صور لهم ويحاولون إيصال فكرة أنّهم يعيشون أجمل حياة، فهم ينقلون الصورة المثالية لأنّ كلام الناس وتفكيرهم بهم يهمهم”.
كيف نتعامل مع التنمر الإلكتروني؟ تقول قصقص إنه لا يجب أن يسمح الشخص بأن تُحدّد تعليقات الآخرين هويته وصورته وثقته بنفسه وتقديره لذاته، ولا أن يحددوا له ما يُحب ويكره.
وتنصح الأخصائية الإجتماعية بأن يستند الشخص على نفسه، وإذا كان يواجه أي مشكلة يجب أن لا يتوجه بها لوسائل التواصل الإجتماعي، بل يواجهها بعيدًا عن هذه المنصات، لأنّ ما قد يواجهه من الناس هناك يضرّه كثيرًا وقد يؤدي به إلى حالات اضطرابية.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نبيل مملوك.. صحافي تحت تهمة “الرأي المخالف” | استهداف الجيش وقائده في غير محلّه.. “اتهامات سطحية لدواعٍ سياسية” | إسرائيل “تنهي الحياة” في القرى الحدودية.. ما الهدف من هذا التدمير الممنهج؟ |