الكوليرا إلى ارتفاع… فهل توقفتم عن شراء الخضار والفاكهة؟


أخبار بارزة, خاص 11 تشرين الثانى, 2022

كتبت ريتا صالح لـ “هنا لبنان”:

في ظلّ الوضع الصحي الراهن ومع ظهور “الكوليرا” في لبنان وخصوصاً في منطقة عكار، تفاعل المواطنون مع هذا المرض الآني بشكل كبير. حيث أن البعض تفادى شراء وأكل الخضار والفواكه وشرب مياه الينابيع أو استعمال المياه غير معروفة المصدر، ومنهم من استمر “باللامبالاة”.
لطالما تعاطى اللبنانيون مع الأزمات باستخفاف، وخصوصاً الصحية منها. إلا أن اليوم، وبعد مرور العديد من المشاكل الصحية التي غزت العالم أجمع ومن بينها فيروس كورونا الذي أصاب غالبية العالم وأدى إلى وفاة عدد كبير منهم، أصبح اللبناني يفكّر بطريقة واسعة وناضجة أكثر للحماية من الأمراض كافة. وبات يخاف من كل مرض أو فيروس يُحكى عنه. وبالتالي، وفيما أن الكوليرا اليوم تلعب دوراً ملحوظاً على أراضينا، توقف بعض الناس عن شراء الخضار والفاكهة التي بدى أنها تروى بمياه المجارير أو مياه ملوّثة وغير نظيفة، ما يشكّل خطراً على صحة المواطن ويزيد نسبة الأمراض أو الفيروسات أو البكتيريا لديه.
وفي هذا الإطار، كشف أحد تجار الخضار والفاكهة لـ “هنا لبنان” أنه في المطلق نسبة بيع الخضار والفاكهة انخفضت مقارنة بالفترة التي سبقت ظهور الكوليرا، وعملية الطلب قد قلّت، موضحاً أن البضاعة التي يشتريها من سوق الخضار معروفة المصدر، وأنها بلدية، مثل الخيار يأتي من منطقة رشميا ويروى من نبع الباروك، والبقدونس من منطقة البيرة، والبندورة من مشاريع الجية. وأضاف أن التاجر كونه يعمل في سوق الخضار منذ وقت طويل، فهو يعرف مصدر بضاعة كل تاجر ومزارع في كل شهر وفي كل موسم. كما وأكد في حديثه أن الناس أصبحت تتساءل كثيراً عن مصدر الخضار كلما أتت لشرائها.
أمّا في الحديث مع صاحب دكّان في حيّ شعبي في منطقة الدكوانة، قال لـ “هنا لبنان” أن الناس لا تزال تشتري الخضار والفاكهة بشكل طبيعي، من دون أي تغيير في عملية الطلب والبيع.
في المقابل، ومع تطور هذا المرض وتزايد الحالات المصابة، تقسم آراء الناس في الشارع إلى قسمين، منهم من يقول أن الخضار جزء أساسي وضروري للنمط الغذائي لجسم الانسان، لذلك لا يمكن التوقف عن شرائها، وباتوا يعتمدون على الخل الأبيض، والملح، والكلور مثل “الأودجافيل” لنقعها في المياه وتنظيفها من كل البكتيريا. وقسم فضّل التوقف عن أكل الخضار هذه الفترة إلى حين حصر حالات الكوليرا حفاظاً على صحتهم.
وفيما أن الكوليرا ترتفع تدريجياً في لبنان، عمل وزير الصحة فراس الأبيض على تأمين اللقاح، وذلك لحصر الحالات المرضية وعدم انتشار المرض أكثر فأكثر. فهل الجميع ملزم بأخذ لقاح الكوليرا؟
من الناحية الطبية، أوضحت الطبيبة في الصحة العامة ميرنا فغالي لـ”هنا لبنان” أن أخذ اللقاح مهم جدا، موضحة أن الوقاية من الكوليرا ليست عملية صعبة إذا التزمنا بالإجراءات الوقائية الصحيحة، مثل معرفة مصدر المياه التي نستخدمها، وغسل الخضار والفاكهة بالمياه النظيفة أو استخدام “البريسبة” أو مادة الكلور ونقعها لمدة 15 دقيقة في المياه قبل استعمالها. وأضافت فغالي أنه ليس من الضروري التوقف عن أكل الخضار، والحل هو استخدام المواد المعقمة وغسلها جيداً بمياه الزجاجة المقفلة، لربما كانت مياه “الحنفية” غير صالحة للاستعمال وملوّثة.
وفي المعلومات، أن اللقاح هو عامل مهم، وسبب أساسي لحماية الفرد من التعرّض للكوليرا وتأثيرها السلبي على الصحة. وبالتالي، إنّ لقاح الكوليرا هو لقاح فعّال يستخدم للوقاية من هذا المرض البكتيري. كما توصي منظمة الصحة العالمية باستخدام اللقاح مع اتخاذ الاحتياطات الضرورية الأخرى تجاه أولئك المعرضين للخطر الأكبر من الإصابة.
صحياً، الدراسات تؤكد أن انتشار الكوليرا هو نتيجة المياه الملوثة، لذلك ليس عيباً إذا اتخذت الإجراءات الوقائية اللازمة لعدم تنشيط انتشار هذا المرض وللحفاظ على الصحة العامة في المجتمع. فهل ستلتزمون بالإجراءات الضرورية لعدم التعرض “للكوليرا”؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us