ميشال معوّض سواء وصل إلى بعبدا أم لم يصل هو رابح
كتبت بشرى الوجه لـ “هنا لبنان”:
يعلم رئيس حركة “الإستقلال” النائب ميشال معوض أن حظوظه تكاد تكون معدومة للوصول إلى قصر بعبدا، في ظل “الفيتو” الممارس عليه من قِبل “حزب الله” وفريقه، ومع ذلك هو يصرّ على “لبننة” الاستحقاق الرئاسي وممارسة العملية الديمقراطية كما يحق له وكما يجب أن تكون، محققًا بذلك العديد من المكاسب السياسية.
فمهما كانت نتيجة الاستحقاق الرئاسي، وإن وصل معوّض إلى قصر بعبدا أم لم يصل، هو حقّق قفزة كبيرة في المعترك السياسي وفي العمل العام، إذ يقول الكاتب والمحلل السياسي علي حمادة: “باعتبار معوّض مرشحًا للخط السيادي في لبنان، إضافةً إلى عدد من الشخصيات المستقلة وأخرى المنتمية إلى التغييريين يُمكن القول بأنّ معوّض هو بفعل التصويت له في سبع جلسات متتالية قد أصبح رقمًا في المعادلة السياسية المسيحية والوطنية”.
ويضيف لـ “هنا لبنان”: “معوّض أصبح حكمًا مرشحًا طبيعيًا لرئاسة الجمهورية ونال عددًا من الأصوات تفوق باستمرار 40 صوتًا، وبالتالي فإنّ أبواب مواقع المسؤولية مفتوحة أمامه في المرحلة المقبلة في حال لم يصل إلى قصر بعبدا، في إطار مواقع وزارية مفصلية مهمّة مثل وزارة الخارجية، ووزارات أساسية أخرى قد تُعرض عليه، ويُمكن أن يُشكّل كتلةً من نواب مستقلّين سياديين ويكون هو محور هذه الكتلة للمرحلة المقبلة”.
لذلك، فإنّ معوّض رابح كيفما أتت نتيجة الإستحقاق الرئاسي، “إذا انتخب رئيسًا سوف يكون رابحًا بوصفه رئيسًا مقبلًا لبنان، وإذا لم يُنتخب وانتخب شخص آخر فإنّ ميشال معوّض بوضعيته الحالية حجز لنفسه مكانًا راسخًا في المعادلة السياسية لأعوام مقبلة”، بحسب حمادة، “خصوصًا أنّ صفات معوّض مهمّة، فهو يتمتّع بكفاءة سياسة وعلمية، وبشرعية شعبية، إضافةُ إلى ذلك هو رجل حوار وتواصل حتّى مع الخصوم من موقعه السيادي المنفتح والوحدوي في البلد”.
وحول إمكانية وصول معوّض إلى سدّة الرئاسة رغم عدم وفرة حظوظه، يوضح حمادة: “فيتو “حزب الله” قوي، لكن في السياسة لا نعلم ما قد يحصل، فهناك ثابتة في الانتخابات الرئاسية اللبنانية، وهي أنّ هناك من ينام رئيسًا للجمهورية ويستفيق مرشحًا سابقًا – كما حصل مع سليمان فرنجية في عام 2015 – وهناك من ينام مرشحًا غير مؤكّد ويصل إلى رئاسة الجمهورية”.
وعن الإستحقاق الرئاسي “العالق في عنق الزجاجة”، يقول حمادة: “هناك مرشحين متنافسين في معسكر “حزب الله”، سليمان فرنجية وجبران باسيل. فرنجية يعتبر نفسه مرشحًا طبيعيًا وقد فاته القطار عدّة مرّات في السابق، وُعد ووعَد نفسه برئاسة الجمهورية ووضع نفسه في حلبة التنافس ولم يصل، ففي عام 2015 كاد أن يصل إلى الرئاسة عندما رشحه الرئيس سعد الحريري، ثمّ عادت الأمور وتغيّرت عندما انتقل الترشيح إلى ميشال عون في إطار التسوية الرئاسية المعروفة”.
يتابع: “وباسيل، الذي بدأت معركة الرئيس السابق ميشال عون لتوريثه منصب الرئاسة منذ اليوم الأول لولايته، ولذلك هناك هاجس الرئاسة لدى عون وباسيل، ومن هنا الإستشراس والإقتتال من أجل كرسي الرئاسة، فعون يعتبر أنه سلّم “حزب الله” ما يكفي من الخدمات ومن المواقف السياسية والمعنوية والعملية لكي يفوز بدعم الحزب غير المشروط لرئاسة الجمهورية ولذلك سوف يستمر هذا التنافس”.
ولكن رئاسة الجمهورية ليست لمعسكر “حزب الله” وحده، يقول حمادة: “هناك ميشال معوّض وهناك مرشحون آخرون على خط التماس يلعبون ورقة التسوية وينتظرون أن تسقط ترشيحات السياديين والممانعين وأن يستطيعوا التسلل إلى رئاسة الجمهورية تحت عنوان تسوية لا رابح ولا خاسر، وبالتالي الأمور لا تزال معقدة لأنه حتى في معسكر الممانعة لم يحسم “حزب الله” إشكالية فرنجية – باسيل ولذلك يتوجّه “حزب الله” وحلفاؤه باستمرار إلى صندوق الإقتراع كل الخميس حاملين الورقة البيضاء، بالرغم من أنّ السيد حسن نصرالله أعطى الإشارة بأنّه يُفضّل ترشيح سليمان فرنجية، لكن ليس سهلًا إثارة خلاف كبير مع ميشال عون لأنه قوة سياسية وشعبية ونيابية يحتاجها “حزب الله” دائمًا في البحث عن مشروعية وطنية ومسيحية وعن تنوّع في صفه وفي معسكره الداخلي في لبنان”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نبيل مملوك.. صحافي تحت تهمة “الرأي المخالف” | استهداف الجيش وقائده في غير محلّه.. “اتهامات سطحية لدواعٍ سياسية” | إسرائيل “تنهي الحياة” في القرى الحدودية.. ما الهدف من هذا التدمير الممنهج؟ |