“الحزب” وباسيل والتفاهم الهش، وتوقعات بإخراج الرئيس نبيه بري لأرنب من أرانبه!
كتبت شهير إدريس لـ “هنا لبنان”:
بعد البيانات الساخنة بين حزب الله والتيار الوطني الحر وتبادل الرسائل السياسية لا تزال تداعيات الخلاف مستمرة ولا يزال الجمر تحت الرماد لا سيما على مستوى القواعد الشعبية لدى الطرفين والتي صبت جام غضبها عبر وسائل التواصل الإجتماعي متناسية سنوات التفاهم وتحالفات الإنتخابات واللقاءات بين رئيس التيار جبران باسيل والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
مصادر مقربة من حزب الله أشارت إلى أن الجرة مع الحزب لم تنكسر بعد وأن لا طلاق كاملاً بين الجانبين لكن ما حصل مؤخراً سيؤثر على العلاقات المستقبلية بين الطرفين، فباسيل من أكثر السياسيين اللبنانيين الذين إلتقوا نصرالله منذ العام 2006، مشيرة إلى أن بيان الحزب جاء رداً على جمهور وقواعد التيار أكثر منه على كلام باسيل، لكنه في الوقت عينه محاولة لإمتصاص النقمة، كما وضع النقاط على الحروف وكتب بمزيد من الحكمة فيما كلماته زينت بميزان من ذهب. وشددت المصادر على أن تأمين الحزب غطاء لإجتماع مجلس الوزراء لم يكن السبب الرئيسي لمواقف باسيل التصعيدية بل ملف رئاسة الجمهورية وعدم حصوله على ضمانات من الحزب، فيما تلويحه بورقة اللامركزية الإدارية الموسعة من خلال القانون أو من خلال وسائل أخرى شكل إزعاجاً كبيراً لحزب الله.
وشددت المصادر على أن الحزب لن يتوانى عن الرد في أي مناسبة طالما أنه يعمل من فوق الطاولة وليس من تحتها، مؤكدة أن باسيل الذي إتهم حزب الله بالكذب والنكث بالوعد يقدم أوراق إعتماده للأميركيين عبر مساعدة القطريين لرفع العقوبات عنه، متناسياً أنه بفضل تفاهم مار مخايل قد حصل على مكاسب أكثر بكثير مما حصل عليه الحزب لا سيما في الإنتخابات النيابية الأخيرة إذ أن الحزب أمن للتيار 11 نائباً. لكن يبدو بحسب المصادر أن دلع الحزب لباسيل في مسألة الغطاء المسيحي جعله مطالباً بأمور لا يمكن تحقيقها، وأن الإستحقاق الرئاسي والحسابات المرتبطة به زادت من هواجس باسيل تجاه الحزب الذي ولو من دون الإعلان يعتبر أن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية مناسب لموقع الرئاسة في هذه الفترة لما له من تنازلات قدمها في السنوات السابقة، إضافة إلى التواصل مع قائد الجيش العماد جوزيف عون وعدم وضع فيتو حتى الساعة على إسمه.
الإستحقاق الرئاسي يواجه الكثير من المصاعب فحتى الآن لم تصل الجلسات لانتخاب رئيس الجمهورية إلى أي نتيجة في مجلس النواب فجميعها منيت بالفشل، وترجح مصادر مقربة من عين التينة بأن جلسة الخميس المقبل قد تشهد مفاجأة من عيار إنتخاب رئيس الجمهورية أو ذهاب الأمور في حال الفشل إلى ما بعد شهر شباط لا سيما بعد كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري بخصوص مسألة الحوار مع القوى السياسية، إذ يرى بري أن الأمور يجب أن لا تأخذ منحى تصعيدياً ويجب العمل على لملمة الداخل اللبناني وتأمين الشراكة اللبنانية بين جميع المكونات ووضع تفاهمات من شأنها إنقاذ لبنان، لأن الوقت لم يعد ترفاً. ومن المحتمل أن يتم الحوار مع الكتل النيابية أو دعوة بري للنواب خلال الجلسة إلى البحث في المواضيع العالقة كطرح موضوع انتخاب رئيس الجمهورية وكيفية تشكيل الحكومة وغيرها من المواضيع التي تحتاج إلى نقاش فاعل.
وأشارت مصادر دبلوماسية متابعة للملف الرئاسي في لبنان أن الوضع اللبناني وضع على سكة المساعي الأميركية – الفرنسية -السعودية – الإيرانية، مشيرة إلى أهمية متابعة ما حصل في العراق والذي سيلقي بظلاله على الشأن اللبناني إذ أن رئاسة الوزراء العراقية أعطيت للإيرانيين وسينسحب الأمر على رئاسة الجمهورية في لبنان، مما يعني أن حزب الله هو من يقرر الرئيس المقبل في لبنان ولن يقبل برئيس لا يرضي طموحاته، في الوقت الذي لا يزال سليمان فرنجية وجوزيف عون من أبرز المرشحين لرئاسة الجمهورية.
بداية الأسبوع الطالع ستفتح الأبواب على معطيات سياسية جديدة لا سيما بعد لقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على هامش القمم المنعقدة في الرياض، وأيضاً بعد ما سيصرح به رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إعلامياً ليل الأحد بعد كلامه الأخير ورد حزب الله عليه عبر تصحيح الإلتباس الذي حصل كما طالبه الحزب ونتائج زيارته إلى بكركي، إضافة إلى الإتصالات التي يقوم بها رئيس مجلس النواب نبيه بري من أجل الحوار مع جميع القوى السياسية لأن لبنان بأمس الحاجة في الوقت الراهن إلى مزيد من التواصل والحوار والنقاشات الداخلية للخروج من أزماته التي باتت مستعصية على الحل في ظل الكباش السياسي بين جميع مكوناته.