نهائي قطر 2022 بين الأرجنتين وفرنسا: صراع القارتين الأزلي


أخبار بارزة, رياضة 15 كانون الأول, 2022

كتب موسى الخوري لـ “هنا لبنان” :
٩٢ عامًا على بداية المونديال العالمي ولم نشهد حتى اليوم ولا أي استثناء على صعيد المباراة النهائية لأبرز وأقوى مسابقة رياضية على وجه الكرة الأرضية. فمن عام ١٩٣٠ تاريخ بداية كأس العالم الذي ينظمه الاتحاد الدولي لكرة القدم لم يتمكن أي منتخب من خارج قارتي أوروبا وأمريكا الجنوبية من التأهل إلى المباراة النهائية للبطولة. فبعض اللقاءات كانت تجمع متخبين من نفس القارة في النهائي كاللقاء الأول الذي حصل في البطولة الأولى بين كل من الأوروغواي والأرجنتين عام ١٩٣٠ أو الثاني الذي جمع إيطاليا وتشيكوسلوفاكيا السابقة في النسخة الثانية عام ١٩٣٤ لتتوالى اللقاءات النهائية بين أوروبيين وممثلين عن أمريكا الجنوبية في كل نسخ البطولة. بعض المنتخبات حاولت تغيير القاعدة ولكن كل تلك المحاولات كانت نوعًا ما خجولة كمحاولة الولايات المتحدة في نصف النهائي الأول عام ١٩٣٠، ولكن خسارتها بنتيجة كبيرة أمام وصيف البطل يومها الأرجنتين كانت ربما بمثابة إشارة أو إنذار بأن الوصول إلى النهائي أمر صعب جدًا وسيكون محصورًا بين القارتين الأقوى عالميًا. كوريا الجنوبية حاولت جاهدة عام ٢٠٠٢ يوم أقيم المونديال على أرضها مشاركة مع اليابان فوصلت إلى نصف النهائي ولكنها فشلت أمام المنتخب الألماني الذي حل يومها وصيفًا للبرازيل بطلة النسخة الأولى من الألفية الثالثة. وأخيرًا جاء دور المغرب ليحاول كسر الاحتكار الأزلي للقارتين القويتين، ولكن مشواره توقف في الدور ما قبل النهائي ليخرج خروجًا مشرفًا أمام أبطال النسخة الأخيرة وربما النسخة الحالية في حال نجح منتخب فرنسا بهزيمة الأرجنتينيين وبالتالي الاحتفاظ باللقب. على أن موضوع المحافظة على الكأس أمر صعب جدًا ولم يحصل سوى مرتين عبر التاريخ الكروي، أولها في النسختين الثانية والثالثة عامي ١٩٣٤ و ١٩٣٨ عندما تمكن الإيطاليون من جلب الكأس مرتين متتاليتين إلى العاصمة روما تحت قيادة المدرب الأسطوري فيتوريو بوتزو والذي لا يحظى باهتمام إعلامي كالذي يحظى به المنتخب البرازيلي الذي حافظ على لقبه عام ١٩٦٢ بعد أن كان قد أحرز أول ألقابه في النسخة السابقة عام ١٩٥٨ في أول ظهور للجوهرة السوداء بيليه. ويعزو الكثيرون سبب التعتيم الاعلامي على إنجاز الطليان في ثلاثينيات القرن الماضي إلى ارتباط المنتخب أيامها بالفاشية وبقائد إيطاليا أيامها بنيتو موسوليني.

وها قد حان دور فرنسا اليوم لتحقق أول ثنائية في الألفية الجديدة وتجمع مونديالين متتاليين، وما عليها إلّا أن تتخطى عقبة الأرجنتين لتحقق هذا الإنجاز.

ولكن ذلك لا يعني أن منتخب التانغو سيسمح بتحقيق ذلك أو سيكون لقمة سائغة في فم الخصم. فكلا المنتخبين يبحثان عن لقبهما الثالث وعن النجمة الثالثة التي ستزين قميص منتخبهم الوطني، وكلا المنتخبين يتمنيان أن يفوزا بلقب ما عرف حتى الآن بأفضل مونديال في التاريخ الكروي إن من حيث التنظيم أو من حيث الحضور الجماهيري أو المباريات المثيرة أو المفاجآت المدوية بالجملة أو اللقاءات التي تحبس الأنفاس سواء في الدور الأول أو خلال الأدوار الإقصائية.

بالمحصلة، مبابي ورفاقه سيحاولون الاحتفاظ باللقب العالمي ليقطعوا الطريق أمام ميسي ورفاقه ويمنعوه من تحقيق اللقب الأغلى والوحيد الذي ما زال ينقص الأرجنتيني الصغير لتكتمل مجموعة الألقاب التي فاز بها خلال مسيرته المليئة بالإبداع الكروي والبطولات. ويعتبر العديد من النقاد أن المواجهة الأوروبية/الأميركية الجنوبية ستكون بمثابة صراع جيلين بين لاعب على وشك إنهاء مسيرته الدولية مع الأرجنتين ولاعب بدأ يشق طريقه على دروب المجد مع المنتخب الفرنسي، فلمن ستكون الغلبة؟ لميسي أم لمبابي؟ الجواب سنعرفه بعد النهائي يوم الأحد.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us