احذروا اللبنة “المسرطنة”.. سلعة خطرة تغزو السوق اللبناني!
لم تسلم صحّة المواطن من الفساد، وآخر فصول الاستلشاء “اللبنة” والتي تحوّلت من غذاء إلى سموم مسرطنة
كتبت هانية رمضان لـ “هنا لبنان”:
“أعطيني الأرخص”، هي العبارة الأكثر تداولاً في أروقة السوبرماركت، والسبب هو الغلاء الفاحش في الأسعار. ولكن “الأرخص” ليس دائماً الأسلم في ظلّ غياب الرقابة وانعدام دورها.
هذا الواقع الاقتصادي الصعب سمح للبضائع الفاسدة والمغشوشة والمنتهية الصلاحية، بالتسلّل إلى الرفوف لتكون متاحة للمواطن الفقير لا سيّما وأنّ سعرها يلائم الجيبة.
هذا الفساد وصل إلى الألبان والأجبان، فمعظمها وفق ما يردّد المستهلكون غير مطابق للمواصفات، في إشارة للسلع المقبولة السعر.
ويلاحظ هؤلاء الفرق الكبير في الأسعار بين الماركات المعروفة وبين ما يباع وفق نظام التعبئة، ففيما نصف كيلو اللبنة ذات النوعية الجيدة يقارب الـ100 ألف ليرة، فهناك في المقابل نوعية أخرى يباع النصف كيلو منها بـ40 و50 ألف ليرة، أي بنصف السعر!
إلى ذلك، يشكو العديد من المستهلكين من النوعية الرديئة، ومن اختلاف “الطعم”، وتقول إحدى السيدات لـ “هنا لبنان”: “اشتريت منذ أيام كيلو لبنة بسعر مقبول وأقنعني بأنّها بلدية، ولكن حينما تذوقتها اكتشفت أنّها فاسدة ورميتها في سلّة المهملات”.
في السياق نفسه، انتشرت معلومات تتحدث عن وجود لبنة ممزوجة بـ “الجفصين” في الأسواق اللبنانية، وسط تحذير من احتواء هذا المنتج على مواد مسرطنة.
وللوقوف عند هذه المعطيات، تواصل “هنا لبنان” مع رئيس نقابة أصحاب الصناعات الغذائية منير البساط الذي أكّد أن “لا معلومات واضحة حتى الآن حول حقيقة وجود لبنة تحتوي على مواد مسرطنة وجفصين”، مشيراً إلى أنّ النقابة “تعمل كل ما في وسعها للتأكد من هذه المعلومة من خلال التواصل مع أصحاب الشأن في وزارة الاقتصاد، وفور ثبوتها سيتم التحرك لمواجهة هذا الأمر”.
من جهته أوضح رئيس جمعية حماية المستهلكين زهير برو لـ “هنا لبنان” أنه سبق وقام بالتنبيه منذ ثلاثة سنوات أي منذ انهيار الوضع الاقتصادي، من حصول كارثة بخصوص صحة الإنسان خاصة في ما يتعلق بسلامة الغذاء، وتابع: “الفقر الذي يعانيه اللبنانيون أدّى إلى تراجع القدرة الشرائية لدى الناس بنسبة ٩٥% وبفترة وجيزة. هذا الوضع دفع ببعض التجار إلى التزوير والتلاعب بالسلع الغذائية، فهؤلاء يعلمون أن أغلبية المستهلكين سيتجهون إلى شراء الأرخص سعراً بغض النظر عن النوعية السيئة”.
وفي ما يخص موضوع الألبان والأجبان، قال برو إنّ “بعض المصنعين يتلاعبون بتصنيعها، فيتم طبخها بزيوت وبطريقة مسرطنة”، موضحاً أنّ “اللبنة هي من أكثر المنتجات المتلاعب بها لأن ربحها كبير”.
ولفت برو إلى أنّه “ليس هناك من آليات للحفاظ على سلامة الغذاء، فقانون سلامة الغذاء الذي وُضع في العام ٢٠١٥ لم يُطبق حتى الآن بسبب محاربته من قبل بعض التجار، علماً أنّ معظم من في الطبقة السياسية هم تجار”.
وفي الختام اعتبر برو أنّ “الحل يكمن في تغيير النظام الحالي لأن الوضع لا يحتمل معالجات جزئية”.
إذاً، فالسلامة الغذائية للمواطنين ستبقى بخطر طالما أن المسؤولين عن حمايتها غارقون في غيبوبتهم وملاهيهم.
مواضيع مماثلة للكاتب:
بين النزوح الدراسي والأزمات التعليمية.. مدارس في مهبّ الفوضى | أمان النازحين في قبضة السماسرة.. استغلال وجشع بلا حدود | براءة الأطفال في مهب الحرب.. وجروح نفسية لا تَلتئِم! |