جعجع يرفع السقف في وجه الحزب: “لنعِد النظر في التركيبة اللبنانية”!
لقد فاض الكيل من ممارسات الحزب، هذا لسان حال الأحزاب السيادية، وفي مقدمتهم حزب القوات اللبنانية.
كتبت كارول سلوم لـ “هنا لبنان”:
لا يمكن إدراج ردّ رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع على سؤالٍ عن فرض حزب الله رئيساً للجمهورية اللبنانية، بالقول: “لا بدّ من إعادة النظر بالتركيبة اللبنانية” في سياق جواب طبيعي، لا بل أكثر! فهذا الردّ ينمّ من دون شكّ عن معارضة قوية ورفضٍ لواقع تعاطي “حزب الله” السياسي الذي وصل إلى حد الهيمنة على مؤسات الدولة اللبنانية..
ما قاله الدكتور جعجع هو انعكاس لهاجس لديه ولدى كثيرين غيره، هذا الهاجس الذي يدفعه إلى التأكيد مراراً وتكراراً أنّ الحاجة باتت ملحّة لوقف تمدّد هذه السيطرة التي يفرضها الحزب، لما لها من تداعيات كارثية على البلد.
ولطالما دعا “الحكيم” إلى استعادة القرار الاستراتيجي للدولة وأهمية التغيير، فلم يعد مسموحاً في قاموس المعارضة ولا سيّما القوات اللبنانية، أن تسير الأمور وفق منطق الحزب الذي يطرح خيارين لا ثالث لهما: إما أن ينتمي رئيس البلاد المنتخب لمحور الممانعة أو سنواصل تعطيل الانتخاب.
“ما فينا نكمّل هيك”.. قالها الدكتور جعجع وتردّدها شريحة واسعة تؤيّد كلامه وتدعمه، وترفع لواء المواجهة ضدّ هذا التعاطي.
في هذا السياق، يقول مسؤول العلاقات الخارجية في حزب القوات اللبنانية الوزير الأسبق ريشار قيومجيان لموقع “هنا لبنان” إنّ “الحياة السياسية في لبنان لا تمرّ بحالة عادية وكلاسيكية بحيث يمكن الانتظار حتى يأتي رئيس كيفما كان لمجرد ملء المنصب. ومع تمسّكنا بالدستور وبقواعد اللعبة الديمقراطية والانتخابية، لا يمكن الاستمرار في الأسلوب نفسه الذي فرضه حزب الله منذ العام ٢٠٠٥ أي إمّا أن يكون الرئيس العتيد حليفاً لحزب الله ومن ضمن محور الممانعة أو تتعطل الانتخابات الرئاسية. أمّا طرحه الإتيان برئيس توافقي أو متّفق عليه فهي حيلة لا تنطلي على أحد، فهذا في الظاهر، في حين أنه في الباطن يريد مرشّحاً ينتمي إلى محور الممانعة أو موالياً له”.
ويضيف قيومجيان: “لا يمكن القبول بدولة تعمل حسب مشيئة “حزب الله”، فهذا الأمر مرفوض ولن نقبل بالتعطيل والتحكّم بمفاصل المؤسسات واللعبة السياسية. نحن نريد رئيساً بمواصفات سيادية يعيد للبنان القرار الاستراتيجي، بالإضافة إلى القرارات المتعلّقة بالسياسة الخارجية والدفاعية ويعمل على استعادة قرار الحرب والسلم وتحييد البلد عن الصراعات في الإقليم وعن حروب إيران في المنطقة، ناهيك عن التهريب والمعابر والجمارك وكلّ الهدر والمداخيل التي لا تذهب إلى الخزينة اللبنانية وتؤدي إلى الانهيار واستفحال الأزمات المعيشية والاقتصادية”.
ورأى قيومجيان أنّ “اللبنانيين يقولون اليوم كفى لهذا الوضع”.
وفيما يتعلّق بالخطوات المزمع القيام بها، يوضح قيومجيان أنّ أيّ خطوات مستقبلية سوف تنسق مع باقي أفرقاء المعارضة، مؤكداً أنّه “من غير المنطقي فرض خيارين، إما الحرب الأهلية أو السير بما يرغب به حزب الله، وإمّا رئيس موالٍ لهم أو الفراغ والتعطيل”.
وبينما يلفت قيومجيان إلى أنّ “الحزب يريد دولة تعمل وفق مشيئته وتنفذ مشروعه”، يتابع معلّقاً: “هذا الأمر يدركه المسيحيون والمسلمون”.
ويضيف قائلاً: “مع احترامنا لتمثيل حزب الله إلاّ أنّه لا يستطيع فرض إرادته على الآخرين. فتجربة الإتيان برئيس مسيحي حليف له جرّت الويلات على لبنان”.
ويوضح قيومجيان أنّ الخلاف بين التيار الوطني الحر وحزب الله ليس منطلقاً من خيارات سياسية كبرى، وإنّما هو فقط خلاف على الحصص وتقاسم الجبنة وهوية الرئيس.
وفي تعليق له على كلام أمين عام حزب الله الذي يقول به، إنّ إشكالية الانتخاب عند الكتل المارونية، يوضح قيومجيان أنّ “هذا الأمر ليس صحيحاً فالمشكلة ليست مسيحية – مسيحية بل هي بين مشروعين في لبنان، مشروع الدولة ومشروع الدويلة الذي يأتي وفق نموذج الحشد الشعبي أو الحرس الثوري”، مضيفاً: “الكلام المنمق عن الحوار والتوافق ليس سوى كلام ظاهري فالحزب يريد إيصال المرشح الذي يريده أي النائب السابق سليمان فرنجية وسيستمر في التعطيل لهذه الغاية، ونحن نؤكد له بأنّنا لن نقبل بفرض الأمر الواقع ولن نرتهن لمنطق التسويات”.
رئيس حزب القوات اللبنانية أفصح مجدداً عمّا يعتريه من قلق جراء هيمنة حزب الله، وها هو ماضٍ في المواجهة وفتح باب النقاش حول مسألة إعادة النظر بالتركيبة اللبنانية..