قصة الزيارة السريّة لمسؤول أمني سوري كبير إلى الرياض


أخبار بارزة, ترجمة هنا لبنان 23 كانون الثاني, 2023

يقول وزير سابق أنّ محادثات المسؤول الأمني السوري في العاصمة السعودية كانت “ناجحة، وستكون لها تتمة”.. كما أنّ هناك تحولات جارية في سوريا ربما تقود إلى تسويات داخلية وخارجية..


كتب أحمد عياش لـ “Ici Beyrouth”:

بعيداً عن الأضواء، تجري إتصالات في المنطقة تعبّر عن توجّه جديد لمواجهة التطورات الإقليمية والدولية وفي مقدمتها الحرب الأوكرانية التي ستُتمّ العام على اندلاعها الشهر المقبل. ومن أبرز هذه الاتصالات التي تمت، كانت في الزيارة التي قام بها مسؤول أمني سوري كبير إلى المملكة العربية السعودية في الشهر الجاري، لكنها أحيطت ولا تزال بالكتمان من الجانبين.
في معلومات لـ “Ici Beyrouth” استقتها من وزير سابق معروف بعلاقاته القديمة بالنظام السوري من أيام الرئيس السابق حافظ الأسد، أن هذا المسؤول الأمني الذي زار الرياض أخيراً هو اللواء حسام لوقا مدير إدارة المخابرات العامة التابعة لبشار الأسد، وهو يمثل الشخصية الأمنية البارزة في النظام بعد رئيس مكتب الأمن الوطني اللواء علي المملوك. أما الوزير اللبناني السابق الذي زار العاصمة السورية قبل أسبوع، فقد التقى إلى جانب اللواءين المملوك ولوقا، وزير الداخلية السوري اللواء محمد الرحمون.
خلال اللقاء مع اللواء لوقا، يروي الوزير اللبناني السابق، أن مرافقاً للوزير وهو إعلامي قريب من “حزب الله” سأل المسؤول الأمني السوري، عما إذا كان قد تضايق من التسريب الإعلامي في بيروت (عن طريق الحزب) لنبأ سفره من مطار بيروت إلى الرياض؟ فأجاب اللواء لوقا مبتسماً: “هناك تتمة للنبأ هي أنني فعلاً سافرت إلى الرياض عبر مطار بيروت، لكنني عدت على متن طائرة خاصة من الرياض إلى دمشق”.
في المعلومات القليلة المسموح بالإفصاح عنها، كما يقول المصدر اللبناني، أن محادثات المسؤول الأمني السوري في العاصمة السعودية كانت “ناجحة، وستكون لها تتمة”. ولدى سؤال هذا المصدر عما إذا كانت هذه الزيارة ستؤدي إلى عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وسوريا إلى الوضع العادي، على غرار ما حصل مع أقطار خليجية أخرى هي البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة، فأجاب: “استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ينتظر نتائج مشاورات بين السعودية والولايات المتحدة الأميركية التي ما زالت ترفض تطبيع العلاقات مع النظام السوري”.
إلى جانب هذه المعلومات، يقول الوزير اللبناني السابق أنّ عدداً من الشخصيات السورية التي التقاها، قالوا أنهم لا يولون اهتماماً بالتطورات في لبنان، كما كانوا يفعلون سابقاً. في المقابل، تعترف هذه الشخصيات علانية بالأزمة الاقتصادية التي تمرّ بها سوريا حالياً، إلى حد أنّ أحد محدّثيه قال له أن أفضل هدية يأتي بها الزائر من لبنان إلى سوريا هي صفيحة بنزين. أما بالنسبة للانتخابات الرئاسية في لبنان، بحسب المصدر فإن السوريين يضعون الأمر في عهدة الأمين العام لـ “حزب الله” حسن نصر الله.
وحول العلاقات مع تركيا التي تشهد حالياً دفعاً قوياً من موسكو، فيرى السوريون، كما سمع المصدر، أن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يريد تحسينها لأسباب انتخابية خصوصاً أن العلويين الذين كانوا يعارضون اردوغان لهم حجم مؤثر وهم في الوقت نفسه مرتبطون بدمشق.
يقول المصدر أيضاً، “إن عام 2023: إما أن يكون عام حل أزمة النازحين، وإما يكون عام الانفجار الكبير”. كما يقول أن لبنان في ظل الأزمة السورية في الوقت الراهن، صار مستفيداً لا سيما من بيع المحروقات التي يجري نقلها من لبنان إلى سوريا بالدولار. وفي الوقت نفسه تشهد سوريا الآن نزيف العملات الصعبة من سوريا إلى لبنان وغيره.
ما هي خلاصة الصورة الشاملة التي عاد بها الوزير اللبناني السابق من المحادثات التي أجراها في دمشق؟ الجواب، كما يقول هذا الوزير السابق، أن هناك تحولات جارية في سوريا ربما تقود إلى تسويات داخلية وخارجية. لكن هذه التسويات، بحسب اعتقاده تثير مصاعب لا سيما في العلاقات بين النظام السوري وإيران. وقد بدأت المؤشرات إلى هذه المصاعب تظهر في موضوع المحروقات، كما أشارت أخيراً صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية حيث صارت طهران تتعامل مع دمشق كزبون عليه أن يسدد ثمن الصادرات من الطاقة من إيران إلى سوريا بـ “الفريش دولار” وفق ما ذكرت الصحيفة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us