بيروت من بين أجمل مدن العالم.. “ست الدنيا” متمسكة بدورها الريادي والحضاري


أخبار بارزة, خاص 25 كانون الثاني, 2023

عندما تُواجه الرعب والدمار تبقى جميلة.. بيروت ضمن لائحة أجمل 50 مدينة في العالم!


كتب مازن مجوز لـ “هنا لبنان”:

هي كما “طائر الفينيق”، الذي ينهض من رماده، هي بيروت، التي وعلى الرغم من كل الغيوم السوداء التي تربّصت بها لا تزال من بين أجمل المدن.
فهذه المدينة التي عصف بها انفجار 4 آب احتلت المركز الحادي عشر ضمن لائحة أجمل 50 مدينة في العالم وفق لائحة Beirut Makes it to 50 Most Beautiful Cities، لتؤكّد أنّها وهي تواجه الرعب والدمار تبقى جميلة، ساحرة وقوية.

ستّ الدنيا أثبتت مرّةً جديدةً أنّ الحياة تليق بها، وأنّ لها ما يُميّزها عن غيرها من عوامل جاذبة وفعّالة، في هذا السياق يقول مستشار رئيس حكومة تصريف الأعمال لشؤون الاغتراب الدكتور نزيه الخياط لـ “هنا لبنان”: “هذا التصنيف ليس نابعاً من فراغ، ويعبر عن حالة التناقضات التي تمثّلها بيروت سواء بأزماتها أو بازدهارها، بقبح مشاكلها أو بجماليات دورها وموقعها، فبيروت شُبِّهت بطائر الفينيق الذي يخرج سليماً دائماً بعد معاناة مع الدمار والحروب”.

ويؤكّد أنّ بيروت بالنسبة للسياحة العالمية تمثّل الذاكرة الجميلة خصوصاً لجهة نمط الحياة الموجود فيها، رغم كلّ محاولات تشويه دورها، إلّا أنّها لا تزال تقاوم محاولات تغيير هويّتها التعدّدية، لافتاً إلى أنّه وكما يقال مصائب قوم عند قوم فوائد، “فانهيار وتدهور الليرة بشكل غير مسبوق جعل السائح والمغترب يجد في بيروت مجدّداً ملاذاً للتسلية والإنفاق”.

ووفق الخياط فعدا عن التنوع المناخي والطبيعي الذي تتميّز به العاصمة التي تُعتبر منفتحة على جميع المناطق اللبنانية، علينا أن لا ننسى أنّها الظاهرة المدينية الوحيدة على الساحل الشرقي للبحر المتوسط التي ورغم الأزمات الخدماتية في الماء والكهرباء والهاتف والاتصالات، ورغم ما شهدته من اضطرابات واحتجاجات لا تزال تقاوم وتقاتل من أجل الحفاظ على دورها الريادي، في السياحة وقطاع الفنادق والخدمات والسفر والترفيه الفني والمسرحي من دور السينما إلى المسارح والمعارض والقطاع الصحي والاستشفائي، وعلى جامعاتها المميزة “.

ومن أقرب الأمثلة التي دوّنتها في سجلّها استضافتها معرض “الكتاب العربي والدولي” الذي اختتم نشاطاته في بيروت في 11 كانون الأول الماضي والذي شكّل بقعة ضوء في ليل المدينة الحالك الطويل، بفعل طغيان المنظومة السياسية الحاكمة، وإذا كانت بيروت قد أصرت على القول “نعم” للكتاب، فلأنّها كانت ولا تزال عنواناً للحرف والكلمة والمطبعة.

ومنذ أيام قليلة تم الإعلان عن “بيروت عاصمة الإعلام العربي” على مدار سنة 2023 تنفيذاً للقرار 517 الصادر عن مجلس وزراء الإعلام العرب، في دورته الـ 52 التي انعقدت العام الفائت في القاهرة. حيث شدّد وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري على أنّ “هذا اللقب يشكّل تحدياً في ظروف لبنان السياسية والاقتصادية الصعبة ولكنّنا قبلناه، وسنحرص على إنجاح كلّ الفعاليات التي ستمتدّ سنة كاملة”. وستعمل وزارة الإعلام على إبراز إشعاع بيروت وتراثها الحضاري والفكري والفني من خلال الفعاليات المتنوّعة.

ولأنّ لبنان بلد صغير المساحة، فمن يزور بيروت ويرغب بزيارة الأماكن السياحية في المناطق الجبلية فلا يحتاج سوى القليل من الوقت لقصر المسافات (نحو 25-30 دقيقة) وهي ميزة قلّما تتواجد في بلدان عربية أخرى. كما أنّ بيروت لطالما حملت لقب “باريس الشرق الأوسط أو جوهرة الشرق الأوسط”، فهي مدينة ثقافية تستقطب أكثر من ٣٧،٠٠٠ طالب من جميع أنحاء العالم.

ويؤكد الخياط أنّ أوّل مركز تجاري “مول” اعتمد الدّرج الكهربائي في منطقة الشرق الأوسط، كان في سنتر بيبلوس خلف ما كان يعرف بـ “سينما الريفولي” وتم تنفيذه في أواخر الستينات، كما أنها ومن الناحية المعمارية والهندسية تتمتع بجمالية أخاذة.

يتخوّف الخياط من اندثار الطبقة الوسطى، معتبراً أنّها هي التي تخلق الاستقرار والحركة والديناميكية في الأسواق في كل العالم وليس فقط الطبقة الغنية أو الميسورة، مشدّداً على ضرورة العمل على استعادتها تدريجياً.

ويختم بأنّ بيروت حالة تمثّل مجموع الحالات التي يرغب بها المواطن العربي والأجنبي والسائح والمغترب، وعلينا ألّا ننسى أن أحد العوامل الأساسية هو تقدم وتطور الخدمات الفندقية والسياحية المتعددة الأخرى، وهي لا تزال نقطة جذب طالما هي متمسكة بالحفاظ على التنوع في الثقافات والحضارات، وعلى الموزاييك الذي قلّ نظيره في منطقة الشرق الأوسط وستبقى كذلك بإذن الله.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us