مصالح البرتقالي والأصفر تعيدهما مبدئياً إلى الخدمة… وفرنجية العقدة الأبرز!


أخبار بارزة, خاص 25 كانون الثاني, 2023

بين التيار الوطني الحر والحزب تحكم المصالح، فهل أعيد ترميم اتفاق مار مخايل؟


كتبت صونيا رزق لـ “هنا لبنان”:

على غير عادته، بدا رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل هادئاً، بعد انعقاد الجلسة الثانية للحكومة، فلم يطلق نيرانه السياسية في كلّ الاتجاهات، ولم يضرب بعرض الحائط الجميع بحجر واحد، أو يضعهم في رزمة ضمن إطار تكتيكي، فهذه المرة برز ذلك الهدوء بصورة علنية وواضحة، لأنّ المصالح الشخصية “في الدقّ”، لذا طلب من نوابه ومسؤولي “التيار” عدم الرد على مشاركة حزب الله في الجلسة، كذلك الأمر من المناصرين العونيين، فطلب منهم عدم إشعال وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يعني ضرورة إعادة الحزب إلى أحضان “التيار الوطني الحر”، لأنّ المصالح المتبادلة تقتضي ذلك، بالتزامن مع وساطات قام بها مقرّبون وسعاة خير بين البرتقالي والأصفر، ما أدى إلى اتصال لتحديد زيارة إلى المعقل البرتقالي في ميرنا الشالوحي يوم الاثنين الماضي، فشغل اللقاء الأوساط السياسية بعد “حرد” جبران، فأتت طلة مساعد الأمين العام للحزب حسين الخليل، ومسؤول وحدة التنسيق والارتباط وفيق صفا، لتفرج باسيل وتعيد إليه الإنشراح بعد طول غياب.
إلى ذلك ووفق معلومات “هنا لبنان”، بدأ اللقاء بالعتاب المتبادل ولوقت طويل، فأفرغ باسيل كل ما في قلبه من مآخذ على الحليف المتأرجح، ومنها عدم احترامه مبدأ الشراكة بعد إنضمامه إلى جلسات الحكومة بغياب “التيار”، معرباً عن إنزعاجه الشديد من هذا الموقف، الأمر الذي أدى إلى كسر الجرّة بينهما في الفترة الأخيرة وهذا يحتاج إلى ترميم.
في الخلاصة وبعد العتاب الذي استهلك وقتاً لصفاء القلوب، جرى الاتفاق على ضرورة تقريب المسافات الشاسعة التي أبعدت الطرفين، إضافة إلى محاولة كسر الجليد وبحث كل الملفات العالقة بعيداً عن الصخب والضجيج، ومحاولة ضبط الخلاف والتفاهم، لكن هذا بدا صعباً جداً في اللقاء الأول بعد طول غياب، خصوصاً في الاستحقاق الرئاسي الذي بقي عالقاً إلى حين إبعاد الدعم الرئاسي عن رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، وهذا هو شرط باسيل الأول، لكن الحزب كرّر تمسّكه بالحليف الزغرتاوي وفق ما ذكره خليل وصفا ضمن الاجتماع، لأنه لا يطعن ظهر المقاومة كما يقول الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله، الأمر الذي لا يبشّر الفريقين بالخير، لأنّ باسيل لا يمكنه التذاكي على الحزب وهو يعرف ذلك، لذا لا يبدو الرهان رابحاً، بل يحتاج إلى الكثير لعودة المياه إلى مجاريها، وإزالة تلك الراكدة، على أن يتم تنظيم الخلاف في الغرفة المغلقة، كي لا يفرح خصوم الطرفين وفق ما أشار صفا بعد إنتهاء الاجتماع.
إذاً اللقاء كسر بعض الجليد، ولم يؤدّ إلى ذوبانه نهائياً، لأنّ “الطلعات والنزلات” السياسية باقية وفقاً للمستجدات، والمهم وفق الطرفين أنّ الاحتقان خفّ بعدما هدأ هجوم مناصري “الحزب” و”التيار” خلال الأيام الأخيرة، إذ وصل إلى حد الاشتعال، والمطالبة بإنهاء تفاهم مار مخايل في عيده الـ 17 في 6 شباط المقبل، لكن جبران قام بالواجب فهدأ الوضع، وجرى الاتفاق على إبقاء التفاهم ضمن الخدمة، لكن بنسخة منقحة إذ لم يعد على” موضة” المستجدات الطارئة بعد مرور كل تلك السنوات.
كما تم الاتفاق على لقاءات أخرى لمناقشة تفاصيل محدّدة، على أن تتوّج التفاهمات إذا حصلت، بعودة اللقاء بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وباسيل في وقت لاحق، وبعد صعود الدخان الأبيض من مدخنة ميرنا الشالوحي وحارة حريك. ليُختم الاجتماع بعبارة: “للبحث صلة”.
في السياق أشارت مصادر مقرّبة من حزب الله لموقعنا، إلى وجود خشية من بقاء الملف الرئاسي عالقاً، لأنّ باسيل كان واضحاً من ناحية رفضه الكلي لوصول فرنجية إلى بعبدا، وهذا يعني أنه باقٍ ضمن خانة مقفلة، إلا في حال تراجع أحدهما عن موقفه وهذا صعب جداً.
من جهتها اكتفت مصادر “التيار الوطني الحر” بالقول لموقعنا: “كل ما ُذكر بعد الاجتماع نقل حقيقة ما جرى، لكن بالتأكيد لن تحلّ الأمور ضمن اجتماع واحد بل تحتاج إلى الكثير لإعادة الأمور إلى طبيعتها، والخطوة الأولى بدأت وكانت إيجابية وباب التوافق فُتح من جديد وهذا هو الأهم”، وأشارت قبل سؤالنا عن تفاهم مار مخايل إلى أنه عائد مع عبارة “اطمئنوا لن يزول”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us