الزائر الأبيض جاء متأخراً هذا العام وشباط “رح يبيّضها”
أمطار شباط وثلوجه ستعوض لبنان عن تدني معدلات المتساقطات في الشهرين الماضيين، والعاصفة مستمرة حتى العاشر من شباط
كتبت ريتا بريدي لـ “هنا لبنان”:
كثيرة هي الأمثال الشعبية التي تصف برودة شهرَي كانون الأول والثاني، “أبرد من مية كانون” و”بعد كانون الشتي بيهون”، ولكن هذه الأمثال لم تُصِب تماماً في وصف كانون هذا العام إلّا في أواخر أيّامه، فقد تأخر الثلج وبقيت المتساقطات دون معدّلاتها السنوية.
هذا العام صدق المثل القائل “راح العاقل كانون وإجا شباط المجنون”، فقد أقبل شباط حاملاً معه كمية كبيرة من الأمطار وتساقطاً وافراً للثلوج على الجبال، وعلى ما يبدو شباط “رح يبيّضها” بعد طول انتظار.
ويشير الأب إيلي خنيصر المتخصص بالأرصاد الجويّة وعلِم المناخ في حديثه لموقع “هنا لبنان” إلى أنّ لبنان تأثّر بمنخفضٍ جويّ منذ يوم الإثنين الماضي، واصطحب معه كمية من الأمطار المتفرّقة وثلوجاً على 1400 و1500 متر. وقد شمَل المنخفض الجويّ مجموعة من المناطق، ولامست الثلوج 1100 و1000 متر في فترة ما قبل الظهر، وفي مناطق بقاعيّة وصلت الثلوج إلى 900 و850 متر. كما اشتدّت الأمطار لتصبح غزيرة على السواحل ممّا أدّى إلى تشكّل السيول الكثيفة، وضربت الصواعق بشكلٍ قوي فيما كانت حبّات البَرَد واضحة جداً.
وبحسب الأب خنيصر، فقد بلغ المنخفض الجوي ذروته أمس الثلاثاء حتى ارتقى إلى درجة العاصفة التي تميّزت بسرعة رياحها الناشطة في فترة الصباح والظهر لتصل إلى 90 كم/س في بعض الأوقات وخصوصاً في المناطق الشمالية، كما شهدت على أمطار غزيرة. هذا ودخلت الموجة القطّبيّة في فترة بعد الظهر مع اشتداد في غزارة الأمطار وبدأت الثلوج بالتساقط على ارتفاع 900 متر ليلاً.
أمّا فجر الخميس فقد نستيقظ ونجد أنّ الثلوج وصلت إلى حدود 800 متر، وستكون التراكمات على ارتفاع 1000 و900 متر واضحة جبلاً وبقاعاً.
ومن المُفترض أنّ يشهد يوم الخميس في فترة الظهر انحساراً في الأمطار ولكن تبقى الثلوج تتساقط بشكلٍ مُتفرّق حتى تصل الكتل الرطبة اعتباراً من مساء يوم الجمعة إلى لبنان.
وهنا سيتشكل منخفضٌ جويٌّ قويٌّ خلال مساء يوم الجمعة والسبت، ليرتقي بعدها لدرجة العاصفة وتنخفض بذلك درجات الحرارة وتتساقط الثلوج على 900 متر وما فوق خلال الأسبوع القادم، بالإضافة إلى أنّ كمية الأمطار ستكون غزيرة جداً وتفوق كمية الأمطار التي تساقطت خلال المنخفض الجويّ السابق، ويُمكن وصفها بالأمطار “الطوفانيّة” على الخط الساحلي، ومصحوبة بالبَرَد والصواعق. ويستمر تساقط الثلوج في هذه الفترة على ارتفاع 1100 متر لتتدنى بعدها إلى 900 متر، كما ستنخفض درجات الحرارة بشكلٍ كبير خصوصاً الأحد، الإثنين والثلاثاء وحينها قد تكون الثلوج قد لامست 800 و700 متر، مع الإشارة إلى أنّ الثلوج ستكون متفاوتة بين منطقة وأخرى بسبب اختلاف نسبة الرطوبة ودرجات الحرارة، ويُضيف الأب خنيصر أنّ الثلوج سوف تتراجع مع تراجع سرعة الرياح، فحين تنشط الرياح تضعف التراكمات الثلّجيّة والعكس تماماً.
ستحمل إذاً الأيّام الأولى من شهر شباط العواصف التي ستجعل لبنان يُعوّض عن كمية الأمطار التي خسرها في شهرَي كانون الأوّل وكانون الثاني، وهناك احتمال في استمرار العاصفة إلى العاشر من شباط، دون تجدّدها بل سنكون ضمن سلسلة من المُنخفضات الجويّة. فبحسب الأب خنيصر مصطلح “العاصفة تتجدّد” غير صحيح، لأنّ المنخفض الجويّ عندما يَعبُر لبنان ينتهي بذلك دوره، وعندما تعود الأمطار من جديد هذا يعني أنّنا في منخفض جويّ جديد.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في اليوم العالمي للشطرنج: فوائده تفوق التوقعات! | “أهذا حقاً في لبنان؟”.. الهايكينغ يكتسح البلدات اللبنانية ويكشف جمالها! | احتفالاً بأسبوع الأصمّ العربي.. ملتقى “أوتار الصمّ” في الشارقة |